21‏/6‏/2010

ياسر قشلق ايها القادم على درب الجلجة

ياسر قشلق( ايلي الشماس)
(إيلي شماس)
في قراءة للتاريخ هناك ابطالا مجهولين، يطلون عليه من بابه العريض متسلحين بمبادئ وقناعات، يبذلون كل ما يملكون لاجلها. تظهر ملامح الاخلاص والتفاني في سماههم، ياسر عرفات كانت تلك السمات موجودة فيه، وقد ذكرها الكثيرون ممن عاصروه في بدايته من الحركة الطلابية الى الجيش المصري الى مرحلة الثورة.
اليوم هناك ظاهرة جديدة، تشق دربها وسط هذا الكم الهائل من الفصائل والقوى والجمعيات الفلسطينية، وتثبت حضورها بالقوة، وتحمل المبادرة ليس انتزاعا بل التقاطا عن الارض، لان كلهم اسقطوا المبادرات من ايديهم، واصبحوا مرضى في غرف العناية الفائقة.




الشعب الفلسطيني، يبحث اليوم عن مخلصين ومخلصين، يبرز في هذا المناخ شاب فلسطيني الشكل والجوهر، فلسطيني بكل التفاصيل والمكونات،مؤمن بقضية وعدالتها، نرجوا ان لا يكون عمله مجرد طفرة، بل لبنة لتأسيس القاعدة واستعادة المفقود.
اليوم يجب ادراك اهمية دور القيادة من الشباب المدافعة عن الحقوق الوطنية، وهي رسالة بالغة لنفي كل الكخاوف والهواجس عن الاشقاء اللبنانيين من ابناء جلدتنا الذين يتخوفون من ان تؤدي الحقوقو المدنية والانسانية الى التوطين.
فهذا الرمز الشاب ياسر قشلق هو دليل ساطع على ان لا المال ولا الجاه ولا الحياة الكريمة والرغيدة تسقط حق العودة من ثقافة الفلسطيني الغريزية التي تولد معه كما يولد الايمان مع المؤمن.
فياسر قشلق الشاب القائد الذي رزقه الله بمال يكفي لحياة ملوكية، يحلم بها معظم اقرانه، رفض ان يكون هذا المال إلا وسيلة لاستعادة التاريخ، والدفع به الى الامام، ولنفض الغبار عنه، وللتذكير بأن التاريخ هو وثيقة لا يمكن دفنها حتى مع الشهداء. بل هو رافعة لتنشيط الذاكرة بالسيد المسيح ابن البتول مريم التي تحمل سفينة لكسر الحصار عن غزة اسمها، ليؤكد ان الفلسطيني لا يمكن ان تغريه فكرة التوطين على حساب المسيحييين اتباع السيد المسيح الفدائي الاول في الفكرة والثقافة الفلسطينيتين، ولا نظرة عند الفلسطينيين للمسيحيين سوى انهم اوائل من دفع ضريبة الدفاع عن فلسطين في ارض فلسطين، وهو امتداد لثقافة الشهيد الرمز الرئيس ياسر عرفات الذي كان يدفع بكلمة المقدسات المسيحية قبل الاسلامية.
وسفينة ناجي العلي، ذاك الطفل حنظلة الذي ادار ظهره لكل الامة المحطمة والمستسلمة ووضع يديه خلف ظهره لحمايته، وتاركاص صدره عاريا في مواجهة الاحتلال مصمما ومصرا على العودة بخطوات ثابتة وواثقة الى الامام دون النظر الى الخلف، كما قالت الثائرة الفرنسية الشابة جان دارك" ان من يريد الانتصار لا ينظر ابدا الى الخلف".
ياسر قشلق من طينة هؤلاء الذين يحبون التضحية والوفاء، يحبون ان يأتي نورهم من خلال هزيمة الظلام. من بداية اضاءة الشمعة وسطه وليس الاكتفاء بلعنته، او القدوم وسط الاضواء الساطعة الاصطناعية المدفوعة الاجر مسبقاً.
ياسر قشلق اسم علم، ولكنه سيكون معلم من معالم رجال النضال والتاريخ، فأحفظوا اسمه، لان التاريخ سيكرمه ويفرد له صفحات في مجلداته، لانه واضح ويعلن ما يريد ويجاهر به.
فهو كثير العمل ،قليل الكلام والدبلوماسية، طري في السياسة، ولكنه صادق ومجتهد الى جانب وضوحه في تحديد الهدف المتجه الى فلسطين، كل فلسطين، ولو كانت الخطوة الاولى باتجاه غزة لكسر الحصار عنها.
هو يدرك صعوبة الاحتلال الجاثم فوق بقية فلسطين التاريخية ويشاهد الاستيطان في القدس، وسرقة بيت لحم، وتهويد اسم الناصرة العربي المسيحي، كل هذه الامور هي في اجندة الاستراتيجية التي رسمها لاجل القضية، واسس لها حركة فلسطين الحرة التي ستغطي مساحة غياب من رفعوا الشعارات وانزوا في زوايا لا يصل نظرهم ابعد من جدرانها القريبة.
(دنيا الرأي)

ليست هناك تعليقات: