26‏/6‏/2011

ياسر قشلق: أقول لسيادة الرئيس بشار الأسد إن نفطك الحقيقي اليوم هو شعبك

ياسر قشلق
أكد رئيس حركة فلسطين حرة ياسر قشلق أن سوريا اليوم أمام أعداء وليست أمام رأي ورأي أخر.. ونحن أمام لوبي صهيوني- عربي يهدف لخدمة أمن "إسرائيل".. وقد استطعنا أن أفهم كون مصر لها علاقات مع (إسرائيل)، أما أن تقيم بعض دول الخليج العربي علاقات إستراتيجية معها فهذا ما لا نفهمه ".


في الأيام السابقة تابعنا الكثير من التحليلات حول مصالحة الأطراف الفلسطينية ...وعلى مبدأ أهل مكة أدرى بشعابها ما رأيك كفلسطيني بهذا الوقت بالذات حيث انه كان موضوع جدل واسع لدى الجميع و خاصة الشارع السوري ؟
بالنسبة لموضوع المصالحة الفلسطينية الفلسطينية أنا بالمطلق مع وحدة الصف الفلسطيني و مع أي مصالحة تجري بين الفصائل الفلسطينية ولكن كنت أتمنى أن تكون هذه المصالحة مع الشعب الفلسطيني الذي أخذوه القادة مرةً للمقاومة و مرةً للسلام ولم نستطع أن نحقق أي أنجاز في الحالتين لذا يجب أن نبحث عن الخلل و نتصالح مع أنفسنا و مع الآخرين على مبدأ واحد هو تحرير فلسطين أما بالنسبة للتوقيت فيجب أن نسأل عنه القادة الذين قاموا بهذه المصالحة فأنا لا أملك معلومات حقيقية و بالتالي لا أستطيع أن اتهم احد بسوء النية أو بحسن النية و أود أن أقول أن هذه المصالحة قد تمت بمباركة سورية عربية . .


مؤتمر وطني يجمع كل الشعب الفلسطيني
كنت احلم بمؤتمر وطني يجمع كل الشعب الفلسطيني وليس مصالحة من اجل تشكيل حكومة أو إعلان دولة منزوعة السلاح تحت الاحتلال فنحن نعاني من مشكلة القادة الفلسطينيين أنهم لا يدركون أن العالم يتغير و الأجيال و الشعوب تكبر ولا بد من وقفة مع الذات و البحث عن الفجوة الحاصلة بين الشعب و القيادات فكل منهم في وادي مختلف عن الآخر و المشكلة أن قادة الفصائل لا تزال تعيش أسيرة نضالات الماضي التي لا تغنينا عن جوع ولا تؤوينا من الخوف بينما الشعب الفلسطيني تائه في العالم لا يعرف مستقبله إلى أين و كأنهم نسوى أن هناك شعب يحلم بالعودة وعلى أرض الواقع نحن أمام مصالحة لا حق للعودة فيها فأنا شخصياً ومع ترحيبي بكل المصالحات إلا أنني لا أعلم على ماذا اختلفوا سابقاً و على ماذا اتفقوا الآن أنا أعرف فقط أن بمصالحتهم هذه ليس لدي حق بالعودة إلى بيتي في صفد

إلا ترى أن الحوار الفلسطيني يأخذ المنحى السياسي وليس الوطني و أن الشعب الفلسطيني يفتقد لطاولة حوار وطني وشعبي فالحوار الوطني يساهم بردم الفجوة بين الشعب و القادة ؟
نعم نحن لا يوجد لدينا طاولة حوار وطني و أصبحت حواراتنا حوارات سياسية فقط و أنا أقول لكل قادة الفصائل الفلسطينية الذين لا يستطيعون أن يتصالحوا مع شعبهم انه قد حان الوقت لكي يستقيلوا مهما كانوا يملكون من تاريخ نضالي فأنا مثلاً لا يهُمني أن جدي كان قائد الثورة في صفد ولا تاريخ والدي وعائلتي النضالي على الرغم من عزتي و فخري بهذا التاريخ إلا أن ما يهمني الآن هو ما أقدمه أنا لقضيتي و مستقبل شعبي و أصر على أننا بأمس الحاجة إلى الجلوس إلى طاولة حوار نبني فوقها ثوابتنا لتحرير فلسطين و ننقذ شعبنا من أن يبقى أسير للمخيمات و رهينة لكافة التسويات في المنطقة .

مخيم اليرموك و الأحداث الأخيرة التي جرت هناك و ما صرح به أحمد جبريل الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بأن الفصائل الفلسطينية قررت تأجيل مسيرة العودة و اتهامك أنت و ربا أبو أصبع بترتيب ذهاب الناس وجلب الحفلات لنقلهم إلى خط وقف أطلاق النار ؟
كنت أتمنى من أحمد جبريل وغيره من قادة الفصائل الفلسطينية لو أنهم ردوا أو أصدروا بياناً ضد المفتي القباني حين وصف الشعب الفلسطيني في لبنان بالزبالة و لكننا تعودنا أن نكون رجالاً أقوياء على بعضنا و أنا كنت مع قرار قيادة الفصائل و القيادة السورية بعدم التحرك و أنا كنت من الناس الذين طالبوا بعدم التحرك و كل ما قيل عن أنني جلبت الباصات و ما إلى ذلك هو عبارة عن اختراعات ولا يمد للواقع بأي صلة ولو أنني قمت بهذا الأمر كنت سأعلن هذا و أنا مرفوع الرأس و نحن في قيادة حركة فلسطين حرة نريد دائماً أن تكون كل التحركات منظمة ومع احترامي للأستاذ أحمد جبريل و كل ما قاله إلا أنني أعلم بأن هذه الاتهامات لم تأتي من فراغ و أن هناك من وشوش في أذنه هذا الكلام و بالنسبة لي قد قدرت الظروف النفسية التي مر بها جبريل أثناء المشكلة و هو يعلم تاريخ ياسر قشلق و ابن أي بيت وطني أنا و كان المفروض أن يمتلك القليل من الصبر و أن لا يعطي أذنه لمن أراد الوقيعة بيني و بينه و مع ذلك أود أن أقول أنه قد حصل اتصال هاتفي بيني و بين الأستاذ احمد جبريل و شرح لي موقفه و القيادة العامة شرحت لي أيضاً موقفها و أنا قبلت بهذا الشرح و أصبح الموضوع ورائي و نحن لا نريد أن نشاهد دماء على الأرض و أن نموت كما متنا على هذه الحدود و أأكد على أن دم الشهداء لم يذهب هكذا و أقدم خالص تحياتي و أجلالي لدماء الشهداء الذين عبدوا لنا طريق ثورة العودة .

الفوضى و الفجوة بين الشعب و القادة هي المسؤولة..
الأحداث التي جرت في مخيم اليرموك سببها الرئيسي هو حالة الفوضى العارمة و الفجوة التي تحدثنا عنها سابقاً بين القيادة و أود أن اكرر دعوتي لكل قادة الفصائل الفلسطينية أن ينزلوا إلى مستوى الشعب فانا اعلم أن الشعب يحب هذه الفصائل و هو أبن لها و بالتالي على الآباء أن ينزلوا إلى الأبناء و أن يتواضعوا لهم و أقول لهم أن ياسر قشلق ليس هو العثرة في تحرير فلسطين ووحدة الشعب الفلسطيني و عندما اشعر أنني سبب هذه المشكلة سأنتحر .

و كأننا قد نسينا فلسطين فأصبحنا نقول غزة و رام الله فقط ......
البعض يهاجمنا على تحركاتنا و أنا أتمنى لو أنهم هاجموا الإسرائيليين بدلاً منا ولو أنهم وبدلاً من أن يفتحوا صدورهم و ولائهم لأمثال عزمي بشارة و بعض المتصهينين الذين أتوا من رام الله فتمنينا أن يفتحوا قلوبهم لنا فنحن من يملك كم كبير من الانجازات التي لا يستطيع أحد من هؤلاء أن يمحوها وخاصة بين الشعب الفلسطيني و أنا كرجل أعمال فلسطيني وأقولها و بكل فخر أنني استطعت أن أعيد للذاكرة كلمة فلسطين بعد أن كانت غزة ورام الله فقط و أنا شخصياً لا يهمني القادة و مع كامل احترامي لهم و لنضالاتهم أنما يهمني الشعب الفلسطيني و ما يهمني أيضاً أن أقدم كل ما بوسعي لهذا الشعب و أن يكون ضميري مرتاحاً لما أقدمه .

 ما رأيك بقول البعض أن سوريا تحمي حدود إسرائيل و يقولون أن الدليل هو فتح الحدود التي كانت مغلقة أمام الشباب الفلسطيني و السوري و ذلك في رسالة منها للحكومة الإسرائيلية بأن رحيل النظام السوري سيضر بالكيان الصهيوني ؟
هذا الكلام بعيد بعداً تاماً عن الحكومة السورية و نحن هنا نتعامل مع الواقع ولا نستطيع احتقار الشعب الفلسطيني لدرجة أن نعتبره مجرد ورقة و أكبر دليل على هذا أنه عندما أرادت حماس أن تتصالح مع فتح قالت لها القيادات السورية هذا شأنكم الخاص و نحن مع المصالحة الفلسطينية وبعد كل هذا نرى اليوم حماس في تركيا على الرغم من توتر العلاقات بين سوريا و تركيا وهذا يدل على أن قادة الفصائل الفلسطينية لهم قرارهم الخاص و المستقل و نحن مجرد ضيوف و نحترم المضيف و لو أنه كان هناك أية ضغوطات من قبل القيادات في سوريا على الفصائل لوجدنا مشهداً مختلف تماماً أما عن حماية سوريا لحدود إسرائيل فهناك من يقول أيضاً أن حزب الله يحمي حدود إسرائيل بعد قرار 1901 وبكل الحالات هؤلاء الأعراب سوف يتهمون و يتهمون و سيتحدثون و يتحدثون مهما فعلت سوريا أو لم تفعل و أنا أقول بهذا الشأن أنه على الشعب السوري أن يلتزم بمواقفه ولا يهتم بهؤلاء الكلاب الذين دائماً ما ينبحون بالليل .

ما هو سبب غياب موقف قوي وواضح للجهاد الإسلامي حول الوضع في سوريا ؟
يجب ان يعلم الجميع بأنه حين تتعرض سورية لأي حرب خارجية سواء مع إسرائيل أو أي طرف آخر بأنهم سيجدون فصائل المقاومة الفلسطينية تنزل بسلاحها و تقاتل كتفاً إلى كتف بجانب الجيش السوري الباسل ولكن عندما يتعلق الأمر بموضوع داخلي فان عدم التدخل هو أفضل بكثير من التدخل ولا نستطيع إقحام المقاومة و حزب الله و الذي يُعتبر من هذه الفصائل المقاومة و التي نفخر بها لم يستطع الاقتراب و مع هذا اتهموه بإرسال عناصره لسوريا و كل هذا من أجل التشويش والتشويه لصورة المقاومة أمام أطياف الشعب السوري ولكننا نعلم بأن المقاومة بشكل عام لم تخون أي إنسان حتى نقول أنها خانت القائد بشار الأسد و هو الذي قال لن أخجل عندما أقف مع هذه المقاومة و التي بدورها شكرته أكثر من مرة على هذا الاحتضان ،وإذا ما أردنا أن نتكلم عن دور حركات الجهاد الإسلامي فلا نستطع التكلم عن حماس لأن حماس هي حكومة و بالتالي موقفها مختلف عن الجهاد والتي هي المقاومة ، و أنا أعلم تماماً بأن حركة الجهاد الإسلامي تمتد كثيراً لسورية وهي التي قامت بعدة عمليات استشهادية ضد الاحتلال الإسرائيلي فلن تستطيع أن تخون عقيدتها و حتى أسلامها من ناحية الشهامة و إغاثة الملهوف وسوف يكونوا دائماً جنباً إلى جنب مع القيادة السورية وفاء منهم لهذا البلد العظيم .

هناك من يدعي أيضاً أن النظام السوري لم يسقط حتى الآن بسبب دعم أمريكا له باعتباره عدواً استراتيجيا وبالتالي هو واضح التفاصيل و المعالم ولا حذر منه؟
أذا كانت أمريكا تدعم النظام السوري إلى هذا الحد فيجب أعطاء سوريا حق الفيتو و اعتبارها من الدول الكبار ، في الواقع أذا كانت سوريا عدواً لأمريكا هذا شيء عادي ولكن أن تكون صديقا لها فهذا شيء خطير وقد وجدنا ما فعلته أمريكا بأصدقائها من شاه إيران إلى حسني مبارك ومن المؤكد أن النظام السوري هو العدو الأول بالنسبة لمواقفها و مشاريعها في المنطقة و أنا أعتبر هذا الكلام يقال لتشويه صورة النظام السوري و للأسف نحن اليوم نمر في مرحلة أستحمار و ليس استعمار .

بماذا يرد ياسر قشلق على من يقول أن القضية الفلسطينية ذريعة لإيران للوصول إلى غايتها الخاصة و المعادية للعرب و لإستراجاع أمجاد الدولة الفارسية ؟
عندما لا تريد التعامل مع إيران يجب أن يكون هناك البديل وهذا ليس مقياس ولكن فليأتي إلينا العرب و يقدموا لنا ما تقدمه إيران و نحن نعدهم بأننا سوف نعادي إيران و أذا كانت غايات إيران هي تشيعنا فليأتي العرب و يسننوننا ، اليوم الأمة العربية بالأكمل تمر بأزمة فقدموا لنا البديل و احتضنوا هذا الشعب و نحن نرحب بكم كعرب ولكن في غياب هذه الأمة عنا وفي غياب وعي العرب كان لا بد إلى الذهاب ليس فقط إلى إيران و أنما إلى اليابان و الصين و كوبا و حتى إلى فنزويلا ذهبنا ووجدنا دعماً كبيراً من هوغوتشافيز و شكرناه على هذا الدعم .

الوضع في سوريا دقيق و لن أقول أن هناك مؤامرة بل هناك معركة حقيقية
الوضع في سوريا دقيق جداّ ليس على الصعيد الداخلي فقط أنما على الصعيد الخارجي أيضاً و نحن نمر بمعركة ولا أقول مؤامرة لأننا أمام من لا يفهم سوى لغة الحرب فالمسألة ليست مسألة إصلاحات فالإصلاحات دائماً تحتاج إلى مناخات آمنة لتحقيقها وفي ظل الغياب الأمني في سوريا لا نستطيع أن نضع لا قانون أعلام جديد ولا قانون أحزاب جديد في كل هذا الضغط الهائل و أنا أستغرب بأن فرنسا و بان كيمون بعد خطاب الرئيس الأسد صرحوا بأن الخطاب غير كاف و كأنهم نسوا بأن الرئيس الأسد لم يخاطبهم أصلاً ولم يكن يعلم أن الفضائية السورية تُعرض في بيت بان كيمون و ساركوزي وغيرهم .

ولكن يجب علينا في هذه المعركة أن نحصن الجبهة الداخلية قدر المستطاع فنحن أمام وحوش و ذئاب لا ترحم و أنا أستغرب من الذين يقولون أن أمريكا تحبنا و أنها تحب هؤلاء اللاجئين الموجودين في المخيمات التركية ولو كان الأمر كذلك فأنا أتمنى بل و أدعوا انجلينا جولي إلى زيارتي في بيتي فأنا أيضاً لاجئ و سأرسل لها بطاقة الطائرة على حسابي الخاص .

أهالي جسر الشغور لا يخدعوكم كما خدعونا نحن خرجا على أمل العودة و اليوم قد مضى على خروجنا ستين عاماً .
أمريكا نفسها تعلم أنه يوجد حوالي 500 ألف لاجئ في لبنان لا يملكون ثمن القبور ليُدفنوا بها لذالك ندائي إلى أهل جسر الشغور لا يخدعوكم كما خدعونا نحن خرجنا من بيوتنا على أساس الرجوع إليها بعد أسبوع وها قد مر ستين عاماً وما زال شعبنا يقف على أبواب الأونروا ليأخذ علبة الحليب من أجل أطفاله و يقف من أجل الصدقات التي بسببها أصبح اليوم لدينا وزير للاقتصاد من أجل التسول ولا نملك وزيراً للدفاع أقول لكل السوريين لن تعرفوا قيمة هذا الوطن إلا عندما تفقدونه وفقدان الوطن ليس فقط بخسارة الأرض إنما بانتزاعه من القلب و العقل أيضاً أن أمريكا هي الوحش الكاسر و أنه تحت تمثال الحرية تقبع ملايين الجثث للهنود الحمر و الشعب العراقي و الفلسطيني و الأفغاني و غيرهم الكثير من الضحايا تحت أسم الحرية .

الحرية المطلقة تُعطى فقط للمجانين .... 
أنا أؤمن بان الحرية المطلقة تعطى فقط للمجانين أما الحرية المشمولة بقوانين وشروط هي التي تعطى للعقلاء .نعم نحن نريد حرية محترمة ولا نريد حرية السلاح ولا حرية القتل و التشريد و العصابات ولا نريد أيضا حرية المنابر المزعومة وحرية يوم الجمعة فهي خدع يستعملونها للوصول إلى مأربهم و غاياتهم و هنا يظهر ذكاء الرئيس الأسد عندما سحب كل الذرائع من أيديهم وفعل لهم أكثر مما كانوا يطلبون ليكشفهم و يعريهم أمام الشعب السوري و ليكشف أن المطلوب ليست الإصلاحات بل المطلوب هو إسقاط النظام أو إسقاط المواقف المشرفة للنظام فهم يراهنون على أضعاف النظام و سرق حالة الأمان و تقسيم الشعب السوري إلى أقسام و تيارات طائفية .

في الأيام الماضية حاول المتظاهرون ربط موضوع الإصلاحات بالنزول إلى الشارع و أصبح المفهوم لديهم أن نزولهم إلى الشارع هو وراء هذه الإصلاحات ؟
الذين نزلوا إلى ميدان التحرير في مصر للأسف الآن هم جالسين في بيوتهم و تقاعدوا وهم الشباب الذين كانوا وراء هذا التغيير العظيم بينما أصبح من يقود الثورة هم العجائز و بعض الأحزاب التي ليس لها أي تأثير في مصر و ما حدث حقيقةً هو أن هذه الثورة قد خُطفت بشكل أو بآخر من قادتها وهم الشباب المتحمس و الطامع بالتغيير وفي حقيقة الأمر هناك لعبة كبيرة في المنطقة و هناك غرفة عمليات محضرة كقناة الجزيرة مثلاً التي أصبحت قاعدة لحلف الناتو لإدارة هذه العمليات و أنا اعتقد وبكل صراحة بان هذا التظاهر بلا سبب وبلا هدف و التظاهر هو حماقة كبيرة و أن أقوم بثورة فقط من أجل الثورة أيضاً هذا غير منطقي و أذا أردنا أن نتكلم عن المعارضة فلنتحدث عن الصين مثلاً والتي يبلغ تعداد سكانها مليار و مئتان مليون نسمة منهم مئتان مليون معارض فلنتخيل ماذا سيحدث أذا نزل هؤلاء الناس إلى الشارع أذاّ حتى الثورة تحتاج إلى ضوابط و أنا لم أجد في سوريا ثورة ولا حتى معارضة وإذا أطلعت على المشهد بأكمله تجد أن هناك معارضة و أحقاد شخصية فلا يوجد شخصيات في المعارضة السورية تستطيع أن تتحدث بفكر أو أن تتحدث وفق برنامج سياسي فإذا كان برنامج الدولة فاشل كما يدعون فأين برامجكم السياسي و أين البرنامج الذي يناسب الشعب السوري على حد قولهم ، فهل البرنامج السياسي ينطلق عندما يرفرف علم إسرائيل في سماء إحدى المحافظات السورية هل هذا برنامج سياسي أم هو أن نصبح رهائن للغرب عند فرنسا و أمريكا و بريطانيا إذا كان هذا برنامجكم السياسي فأنا أنادي بالديكتاتورية و بإعادة حالة الطوارئ فوراً.

المعارضة الداخلية ليست خصم و أذا لم يكن هناك معارضة فعلينا أن نوجدها ..
المعارضة الداخلية الشريفة و التي تعمل للارتقاء بهذا البلد ليست خصم أنما تُعتبر حليفة و إذا لم يكن هناك معارضة داخلية يجب علينا خلق هذه المعارضة ولكن خلق هذه المعارضة يأتي دائما وفق ثوابت و برنامج سياسي يناسب الشعب لا يناسب شخصية بذاتها و أنا وجدت كل المعارضين السوريين على التلفاز يتحدثون عن تجاربهم الشخصية ولا يتحدثون بأمور عامة بينما لم أجد معارضاً مصرياً يتحدث بأنه سجن وعذب مع العلم أن جميع المعارضين سجنوا و عذبوا و أنا الآن أمام حالة معارضة شخصية وكل إنسان له ثأر أو حقد على أحد يصبح معارضة ومن أجل ذلك نجد بأن المعارضة السورية تقف الآن في منتصف الطريق ولا تعلم ماذا تفعل لأنها تورطت وذهبت إلى المعارضة من دون وطن ومن يفعل ذلك سوف يعود يوم ما إلى المرأة و يبصق على نفسه و أنا متأكد أن الحكومة السورية عندما تجد برنامج سياسي يناسب هذا الشعب سوف تناقشه في مؤتمرات و حوارات وطنية .

وجدنا الكثير من النقد على أداء الإعلام السوري في هذه الأزمة ما رأيك بدوره في المرحلة السابقة ؟
أنا أنتقد أداء الإعلام السوري فهو لم يكن بحجم هذه التحديات و بحجم هذا الأعلام الهائل فإذا أردتم أن لا أنظر إلى الجزيرة أعطوني البديل و أذا أردت أن لا أستمع إلى عزمي بشارة أعطوني البديل أيضاً .و الرئيس الأسد أقر بأنه يريد التغيير كما أكد أيضاً على اللقاءات الشعبية و أن هناك بعض الفاسدين و المستفيدين من الذين لم نراهم اليوم ونراهم في خرب التلة الذين كان عددهم كبير في سوريا هؤلاء عليهم اليوم أن يساعدوا الرئيس و أن يبدأُ في مبادرتهم الاقتصادية كما بدأ السيد رامي مخلوف فيجب على الكثير من رجال الأعمال أن يقوموا بخطوات مماثلة و أن يتتبعوا الشباب و مبادراتهم فنحن اليوم أمام حراك شبابي عظيم وهذا الحراك هو الذي يحصن سوريا داخلياً ولكن للأسف هناك تقصير كبير من رجال الأعمال السوريين الذين لا يعلمون كيف يتبنون هذه المبادرة من أجل مصالحهم و مصلحة الوطن و أنا أحيي الشباب الذين بالرغم من إمكانياتهم المتواضعة يقومون بمبادرات عظيمة و بصراحة أنا اليوم أرى في حلب مشهد رائع فكل شاب و فتاة في حلب هم مبادرة بحد ذاتها و فعلاً ما وجدته في حلب صدمني ولم أكن أعلم أن حلب وفية بهذا القدر إلى وطنها و إلى شعبها و قائدها الرئيس بشار الأسد و أنا أقول بأن حلب كلها مبادرة وطنية و أتمنى أن يكون مؤتمر الحوار الوطني في قلب قلعة حلب .

ياسر قشلق المناضل الفلسطيني ماذا تقول للشعب السوري و لسيادة الرئيس بشار الأسد في ظل هذه الأزمة ؟
للشعب السوري شكراً فأنت من أدهش العالم بشبابه و بقيادته و أنا فوجئت بهذا الكم الهائل من الثقافة و الوعي .و للأخ الرئيس بشار الأسد أقول له أن لديك رصيد هائل ولا يحصى عند الشباب السوري و رصيد كبير عند من لم تلتقيه بعد ومن لم تعرفه بعد ورصيد كبير ممن لم يستفد من هذا البلد ومع ذلك و أتى من مختلف دول العالم و قد استدان ثمن تذكرة الطيران فقط ليقف معك و مع الوطن و أقول لسيادة الرئيس أن نفطك الحقيقي اليوم هو شعبك و شبابك السوريين الذين يقومون بالمبادرات العظيمة التي نشهدها اليوم في بيوتهم وفي شوارعهم و الذين يشترون العلم السوري وهم لا يملكون في جيوبهم سوى ثمن هذا العلم في الوقت الذي يختبئ فيه أصحاب الملايين في بيوتهم كالنساء و أتمنى أن يلتفت الرئيس الأسد أليهم و أقول له أنت كرئيس و شاب أعطيت من قلبك لهذا الشعب و تستحق هذا الشعب و تستحق هذه المحبة و يجب أن يكون هناك تبادل لهذه المحبة و من الصحيح أن الحرب قاسية ولكن أنما النصر صبر ساعة فيجب أن نصبر و نصبر و أن شاء الله النصر من عنده قريب .

(تحت المجهر)

ليست هناك تعليقات: