9‏/10‏/2010

ياسر قشلق.. الثائر الفلسطيني على سفينة العودة



ياسر قشلق
تجربة الرئيس بشار الأسد فريدة ونظريته (المقاومة من أجل السلام) أثبتت صوابيتها
 
حوار : أحمد الحسيني
الطوفان.. قادم.. قادم.. فإما أن تركبوا سفينة فلسطين وإما أن تغرقوا.. لا مفر هذه المرة.. فضمير العالم تحرك.. والحقيقة تم اكتشافها.. فلا صوت أقوى من صوت الشعوب، وجاء دور الشعوب، والطريق واضح هو الإبحار إلى غزة..



وأما اليهود فمن حقهم أن تشكل لهم لجنة (حق العودة) ليعودوا إلى أوطانهم بدل خديعتهم من الأساطير الخرافية ومن الطمأنينة الكاذبة لبعض أنظمة العرب المزيفة المستسلمة..


صوت الشهداء أقوى.. صوت الحق أقوى.. ولا شيء يعلو على صوت (فلسطين حرة) التي بدأت تحرك الوعي العالمي والعربي ليلتف حولها الأحرار من فنزويلا إلى بريطانيا إلى تركيا إلى إيران إلى كل بقعة من العالم الحر.. 
مجلة (فارس العرب) تحاور فارس (فلسطين حرة) ياسر قشلق رجل الأعمال الفلسطيني الذي يكرس كل وقته وطاقاته لسفن الحرية التي لن تنقطع.. فسفينة (ناجي العلي) وسفينة (مريم) قادمتان إلى فلسطين.

* ياسر قشلق رجل الأعمال الفلسطيني.. أنت كأحد رواد فك الحصار عن غزة.. لماذا اخترتم فكرة السفينة البحرية.. وماذا ترمز لكم السفن والبحر وفلسطين.. هل تريدون تحويل قصة فلسطين إلى أسطورة وملحمة عالميتين..؟
انطلقت فكرة تأسيس حركة فلسطين الحرة وهي حركة إنسانية اجتماعية لمساعدة أهلنا في الشتات كي لا ننتمي إلى كلمة قبيحة تسمى (لاجئ) نحن لسنا لاجئين وأنا كياسر قشلق أنا (عائد).. وهذا ما نسعى إليه.
الزميل احمد الحسيني يحاور السيد ياسر قشلق
إننا نريد كشف الحقيقة.. لماذا لم تتحرر فلسطين منذ 60 عاماً.. هل كانت تحتاج إلى كل هذه الدماء وإلى كل هذه الأموال وإلى المحاضرات والمؤتمرات وإلى كل هذه الدكاكين التي فتحت على حساب فلسطين.
هل تحتاج إلى هذا الكم الهائل.. نحن موجودون الآن لنقول 1 +1= 2 فلسطين لا تحتاج إلى كل هذا الكم الهائل.. فلسطين تحتاج إلى قيادة مخلصة تنتمي إلى شعبها وأرضها.
ونحن نظرتنا لهذا الجانب أن لا إيديولوجيا تعلو على إيديولوجيا فلسطين.. ولا أحد يستطيع إلا أن يكون تحت العلم الفلسطيني ولا نستطيع أن نقاوم إلا من خلال فلسطين لأن الثابت هو فلسطين والذي يستطيع تحرير فلسطين هو الإخلاص الفلسطيني لهذا الشعب وهو الوفاء الفلسطيني لهذه الأرض.
ونحن ندعو للتعرف على عدو الإنسانية الحقيقي على الإرهاب الحقيقي المتمثل بإسرائيل الذي يمنع دخول أدوية علاج السرطان والأغذية وحليب الأطفال للشعب الفلسطيني، وهذا الكيان الموجود على أرضنا غير قابل للتعايش معنا طالما أنه لم يستطع التعايش في أوروبا وفي أميركا وغيرها.. فكيف يطلب مني كفلسطيني التعايش مع هذا الوحش الإرهابي.. كيف يطلب مني التعايش مع عدو الإنسانية؟
نحن سنحاربهم بإنسانيتنا لأننا حركة إنسانية لها أنياب هي حب الحياة وبغض الموت.. وهم يعشقون الموت والإرهاب هذا الوباء المتفشي في كل أنحاء العالم اليوم خلفه الكيان الصهيوني.
ولماذا اخترتم البحر؟
لم يكن أمامنا مفر إلا هذا البحر الذي نحن نملكه أيضاً البحر هو بحر فلسطين والميناء هو ميناء فلسطين، وهذا ما كان على خريطة تسمى يوماً ما وطناً عربياً..
وعندما نذهب لكسر الحصار عن أهلنا في غزة فإننا نذهب إلى فلسطين كل فلسطين، ولا يوجد على هذه الخارطة شيء يدعونه إسرائيل.. هذه أرضي وهذا بيتي وأنا شخصياً لن أهدأ إلا بأن يعود أهلي ورفاق أبي وجدتي وهذه الوصية يجب أن تنفذ ليدفنوا في أرضهم صفد.
يجب أن أعود إلى صفد ولا يحق للسلطة الفلسطينية ولا الحكومة أو غير الحكومة أن يوقعوا باسمي أنا أي تنازل أو أي تسوية وسيكون توقيعهم مزوراً.. ولهذا خاطبنا حتى الصهاينة على عدة قنوات إعلامية وقلت: أيها الصهاينة لا تخدعكم أنظمتنا العربية لا تخدعكم قادتنا كل هذه التواقيع ستحاسبون عليها.. هذه خديعة وكل من توقعون معه على السلام يكذب عليكم، هو يخدعكم لا تستطيعون التعايش معنا..
وبماذا تنصحهم؟.. وتنصح من معهم؟
قلنا لهؤلاء الصهاينة هناك حل وحيد فقط هو أن ترحلوا من أرضنا وكل من يوقع معكم السلام من أوسلو وبعد أوسلو وكل التسويات للمصالحة وللمصافحة سوف تسقط على أحذية أطفالنا.. كل هذه التواقيع غير معترف بها..
* هل نقلتم القضية إلى قضية عالمية.. أم إلى قضية شعوب ومتطوعين للإنسانية.. وهل هي الانتفاضة الجديدة؟
ما نفعله اليوم من أسطول الحرية ومن سفينة الأخوة وسفينة الكرامة وعشرات السفن القادمة، ما نفعله هو إ نجاز هائل لنقل القضية من قضية أنظمة وتجارة إلى قضية شعب وضمير ووجدان عالمي.. لتعود اليوم كلمة فلسطين.. أحب مدينتي غزة كما هي مدن ورام الله والقدس ويافا وعكا لأن فلسطين هي كل فلسطين بحدودها التاريخية.
ولذلك نحن تحركنا بمبادرات فردية دون أن نتلقى دعماً من أحد مجرد ناشطين عرب وناشطين أجانب من أوروبا وأميركا وكل دول العالم وهم يؤمنون بأن الإنسان يجب أن يحيى في أرضه وهذه هو الحق المشروع.
ونقول: لا نريد حقوقنا من أحد.. فلسطين هي الرافعة انظروا ماذا فعلت فلسطين بتركيا كيف أدخلتها إلى المنطقة.. انظروا ماذا فعلت بإيران.. ماذا فعلت بتشافيز.. وانظروا ماذا فعلت ببعض الدول العربية التي حجمتها وقزمتها.
ولم تخسر شيء سورية عندما أعطت هذه الحقوق للفلسطينيين نحن نعيش بسورية بفخر لأنها أعطتنا هذه الحقوق.. لم تلغ انتمائي إلى أرضي.. وأنا كأغنى رجل فلسطيني في سورية ولبنان أنحت الصخر لأعود إلى أرضي، وأنا أعيش هذه الرفاهية وأجد نفسي أفقر رجل في العالم لأنني بلا أرض وليس أكبر من وطن يولد في ضمير الإنسان.
* أنت تراهن كثيراً على البديل الشعبي.. كيف سيكون منظماً وهل يستطيع أن ينتصر ويستمر إلى ما لا نهاية؟
الشعوب لابد وأن تنتصر والأنظمة الرجعية مهما عملوا كموظفين للأميركان ولإسرائيل لن يصلوا إلى واحد بالألف مما عمله لهم شاه إيران وبالنهاية تم رميه إلى مزابل التاريخ لأنه خائن.. وليت الآخرين يتعلمون من هذا النموذج ومشكلتهم لا يقرؤون التاريخ وإذا تشاجر اثنان نستدعي التاريخ لكننا لا نستدعيه أبداً لنعرف مصير العملاء ومصير (....) من سلم أراضيه وأنصحه أن يقرأ قصة الشاه أفضل من أن يقرأ (كليلة ودمنة)..
* الناس تنتظر أن تبحر سفينة ناجي العلي وسفينة مريم.. فهل هناك من معوقات للانطلاق.. وهل متاح السفر إلى الجميع؟
(سفينة ناجي العلي) للصحفيين و(سفينة مريم) للنساء وأردنا مريم لأنها تحمل القدسية عند المسلمين والمسيحيين وتريد العودة لأرضها وأردنا أن تكون حملة إنسانية لدخولها إلى أرض فلسطين كأول امرأة مقدسة تعود إلى بيتها وإلى حقها بالعودة..
لقد واجهنا صعوبات وإحباطات والحمد لله أخيراً انتصرنا لأننا نملك إرادة حقيقية ونحن نتمنى تحقيق المستحيل وهذه ليست فروسية لأنه عندما تركب الحصان تكون فارساً، وهذه رياضتنا نحن هي أن نركب المستحيل وهذه هي الفروسية الحقيقية.
* هل ستشارك شخصياً بإحدى سفن فك الحصار.. أم ستبقى خلفهم بالدعم ليستمر تحقيق الهدف.. وماذا عن أولوياتكم كحركة ليستمر تحقيق الهدف.. وماذا عن أولوياتكم كحركة فلسطين حرة.. هل ستتحولون لحزب سياسي؟
طبعاً أنا أعيش معهم وأدعمهم وأما مشاركتي فهي في آخر سفينة تحمل الأمل وعندما أصل لهذه القناعة سأكون على متن السفينة.. ومن باب آخر نحن لسنا حزباً سياسياً ولسنا رقماً يضاف للأرقام الموجودة على الساحة الفلسطينية التي لديها ما يكفيها من الفصائل، ونحن حركة الشعب الفلسطيني في فلسطين وحركة أحرار العالم وكل من ينتمي إلى القضية الإنسانية، وعندما حصل زلزال هاييتي قدمت حركة فلسطين الحرة المساعدة لأننا نحن مع الإنسان أينما كان.
ولكن أولوياتنا لفلسطين لأنه لا يوجد شعب في العالم يظلم ويقتل ويذبح كما هو حال الشعب الفلسطيني على أرضه، كما ترتكب بحقه هذه الخيانات وهذه المؤامرات ونحن نستطيع أن نلخص حركتنا بأنها خلطة حريات، وكل من ينتمي إلينا ينتمي إلى الحرية إلى العدل.
* ولكن بصراحة.. ألا تخشى على هذا الحلم من التوقف لا سمح الله أو عدم الاستمرار؟
عندما انطلقت السفينة عبر هذا البحر استطعنا أن نحقق الحلم، ونحن نميز بين الحقيقة والوهم.. فالوهم هو ما يعيشه بعض الصهاينة بأنهم يستطيعون التعايش مع هؤلاء القادة اليوم على أرضنا ومع بعض الأنظمة هذا هو الوهم..
أما حلمنا فقد استطعنا أن نحققه وسوف نستمر ولن نحبط ولن ننهزم وهذه المسيرة بدأت ولا تنتهي لا بنهايتي ولا بنهاية أي فرد من هذه الحركة.
* مع الاحتفال بالذكرى العاشرة لتولي الرئيس بشار الأسد لسدة الرئاسة.. ماذا تقول عن التحولات في سورية وديناميكية السياسة الخارجية والدفاع عن المقاومة؟
أنا سميتها (التجربة البشارية).. وسابقاً هناك (التجربة الناصرية) التي أصبحت جزءاً من التاريخ.. لكننا اليوم أمام نموذج (التجربة البشارية) وأدعو المفكرين والمثقفين العرب لإعطاء هذه التجربة حقها.. وأقول لهم: انظروا إلى ما حققته سورية من إنجازات وفك العزلة وبسرعة فائقة.. وصنع تكتل عالمي جديد وربط البحار الأربعة.. وكل ذلك دون التنازل عن الثوابت وعن دعم المقاومة وعن احتضانها ولأول مرة تظهر نظرية عالمية عن السلام والمقاومة بهذا الوضوح وهي (المقاومة من أجل السلام) لأن المقاومة فعلاً هي التي تصنع السلام.
ونحن نقول: نحن مع المقاومة ومع السلام.. سلام الشجعان وللأسف العرب لن يحققوا هزيمة الشجعان حتى عندما انهزموا استسلموا كعملاء يطلبهم العدو زعيماً تلو الآخر..
أما الرئيس بشار الأسد فهو ضد هذا الاستسلام لذلك أوجد من موقع سورية كل الملفات التي تحرك المنطقة.. وكانوا يقولون (لا حرب دون مصر ولا سلام دون سورية) واليوم نقول (لا حرب ولا سلام دون سورية).
وعندما طلبنا مساعدات للسفن من سورية قدم لنا الشعب السوري بحراً من المساعدات.. كما وجدنا أيضاً هذا السخاء من الشعب التركي ومن الشعب الإيراني.
* قدمت نموذجاً رائعاً كرجل أعمال فلسطيني.. فماذا تقول لزملائك رجال الأعمال الفلسطينيين.. وماذا عن أعمالك الاقتصادية، هل تأثرت بالأحداث العالمية؟
يجب أن نشجع هؤلاء الرجال ليدعموا قضيتهم وأرضهم وكرامتهم، وهذا واجب فهم لا يحتاجون لأن نرسل لهم بطاقات دعوة.. هذا انتماء ويجب أن يقفوا يوماً ما أمام أبنائهم وليحترموهم لأنهم حملوا هذه الرسالة.
ولا أحبذ الحديث عن أعمالي الآن لأنني أتحدث عن فلسطين وهي شيء مقدس وأحبذ في لقاء آخر التحدث معكم بشكل مفصل عن الاقتصاد الفلسطيني في ظل الحصار وما تحلم به فلسطين.
* وهل اتصلت فعلاً برجال الأعمال الفلسطينيين لتشجعهم؟
هناك اتصالات لكن ما شاهدته هو الخوف في الساحة الأوروبية وسميته مرضاً لكنه شيء طبيعي في ظل الظروف، وأقول نحن لا تنقصنا الشجاعة لكن ينقصنا الحظ ونحن نشجعهم.
* هناك مفاجأة وعدت بها مجلة (فارس العرب) حيث ستبوح بها لأول مرة.. هل تحدثنا عنها..؟
شاهدت أكثر من مئة لجنة حق العودة وأحلم الآن بضمها تحت شعار واحد (حق العودة لليهود) لأعطي لليهود الموجودين حالياً في فلسطين حق عودتهم إلى بلدانهم التي أتوا منها باراك من حقه أن يعود إلى بولندا ونتنياهو من حقه أن يعود إلى موسكو.
* برأيك ما هو الحل للانقسام الفلسطيني الفلسطيني؟
لا شيء اسمه انقسام فلسطيني فلسطيني، وأنا أقول المصالحة تبدأ خارج فلسطين وقبل الذهاب إلى القاهرة أو أي عاصمة أخرى كان يفترض أن نحتكم إلى أمهات الشهداء وهن اللواتي قدمن يعيشوا ويستمروا.. وكان المفروض الاحتكام إليهن وما تحكمه أمهات الشهداء، وأنا ضد أن نختصر فلسطين بمصافحة أو مصالحة.. يجب أن نحتكم بأي موضوع إلى مجلس حكماء من أمهات الشهداء وآباء الشهداء ومن آباء الأسرى، وأحلم باليوم الذي يتوحد به الفلسطينيون.
مجلة (فارس العرب)
01/08/2010

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

الله يوفقك و يرحم ابوك يارب و يخليلك امك لاني بحبها من قلبي لن تتذكمر من انا