26‏/10‏/2009

محاولات لتزويد قطاع غزة بالدواء واللقاحات والأغذية تبوء بالفشل


فرانكلين لامب
*فرانكلين لامب
الناشطون المسالمون في حركة فلسطين حرة وأصدقائهم حول العالم يحاولون منذ أشهر الحصول من السلطات المصرية على إذن يسمح لهم بالمرور من الأراضي المصرية إلى قطاع غزة المحاصر من قبل إسرائيل كما من قبل السلطات المصرية التي تحتج بالإتفاقات الموقعة بينها وبين إسرائيل لكي تضيق الخناق على مليون ونصف المليون فلسطيني يحتاجون لكل شيء ولأي شيء عاجل ينقذ ما يمكن أنقاذه من حياتهم .

أصدقاء أجانب وفلسطينيون يعيشون في القطاع يقولون في إتصالات هاتفية معهم وفي مراسلات بريدية ألكترونية بيننا وبينهم ، يقولون بأن القطاع يعيش أسوأ أيام الحصار، فحتى اللوازم المدرسية التي يحتاجها المعلمين ليست موجودة ، وأما الطعام فما يصل منه بطرق التهريب أو عن طريق الشاحنات التي تسمح إسرائيل بمرورها بين كل فترة وأخرى بشكل ينتهك القوانين الدولية التي تحتم على قوات الإحتلال القيام بواجب حماية تزويد السكان المدنيين بالماء والطعام والدواء والحماية المدنية وهو أمر لا تفعله إسرائيل بل هي تحاول أن تشدد الخناق على القطاع المحاصر بشكل أو بآخر منذ جرت الإنتخابات التشريعية التي فازت فيها حركة حماس .

إسرائيل والعرب والمجتمع الدولي الداعم لإسرائيل يعاقبون أهالي القطاع على ما يبدو لأنهم إختاروا مرشحي حماس وأعطوهم أصواتهم.
من ناحيتهم يقول الناشطون المسالمون في حركة فلسطين حرة بأنهم علموا طوال أشهر على تحضير وتجميع المواد الطبية والغذائية وحليب الأطفال والأمصال التي تفتقد إليها مستشفيات القطاع إضافة إلى أطنان من الأغذية والمحروقات والأغطية والفرش التي يحتاجها عشرات الآلاف من الشعب الفلسطيني في القطاع لأنه بكل بساطة مقبلون على فصل الشتاء والبرد والمطر وهم يعيشون مع أطفالهم في خيم لا تشكل لهم مأوى مناسب بعد تهديم منازلهم بواسطة الطائرات الأميركية الصنع التي قصفت بها إسرائيل التجمعات المدنية في القطاع بحجة ملاحقة المسلحين.
حركة فلسطين حرة تعاونت في تجميع تلك المواد مع المئات من المنظمات والحركات والشخصيات الإنسانية على الصعيد الدولية ، وهي بالمناسبة حركة دولية مسجلة في ولاية كاليفورنيا ويرأسها ناشط فلسطيني شاب يدعى ياسر قشلق (37سنة).
وياسر هذا مثير للجدل حيث أنه يدير مجموعه من الشركات التجارية الخاصة بعائلته ولكنه يسخر ارباحه وثروته وتبرعات أخرى تأتيه من المتطوعين في سبيل تأمين المساعدات الإنسانية لأهالي القطاع ، وهو يضم ما جمعه بنفسه إلى ما تجمع من مصادر أخرى في قوافل كان يجب أن تلتقي على الحدود المصرية مع القطاع في رفح ، وممن يتعاونون على تأمين تلك الرحلة ومستلزماتها مناضلون عالميون مثل كويفا من أيرلندا وجورج غالواي من اسكتلندا وآخرون من فرنسا واليابان وأميركا واستراليا والسويد وفنلندا . لكن السلطات المصرية لم تعطي الأذن لتلك القوافل بدخول اراضيها حتى الآن .
لقد بدأت حركة فلسطين حرة - هذه الحركة العالمية للنضال السلمي- عبر تحرك صغير أسموه أولا غزة حرة وقد بدأ نشاطها عبر تنظيم رحلات بحرية من قبرص إلى قطاع غزة ، ثم تكاثر الأعضاء والمتطوعون فأصبحت الحركة تسمى نفسها حركة فلسطين حرة وأهدافها تنحصر في مساعدة الشعب الفلسطيني على الصعيد الإنساني وهي لا تنافس أي فصيل آخر وطبيعة أعضائها المختلفي الجنسيات تجعل منها كيانا ديمقراطيا متعددا وإن فضل كافة الأعضاء مكافأة زميلهم الفلسطيني على جهودة بتعيينه رئيسا للحركة على المستوى الدولي .
السيد ياسر قشلق ينحدر من عائلة نزحت خلال أحداث النكبة الفلسطينية عام ثمانية واربعين واصولهم تعود إلى صفد شمال فلسطين التي تسمى الآن إسرائيل .
اللاجيء الذي كبر في سوريا وشارك في عمر مبكر بالكتابة والتظاهر للمطالبة بحقوق الشعب الفلسطيني ، اصبح يشكل - برأي بعض معارضيه - تهديدا لا بأس بحظوظه في تقديم بديل متحضر عن كل الكيانات السياسية التي أورثت الشعب الفلسطيني الخسارة تلو الأخرى .
لكن قشلق يصر على أن عمله ينحصر في الجانب الإنساني ولا طموحات سياسية لديه من أي نوع وهو إن كان صاحب رؤية سياسية إلا أن الأمر الأهم الآن هو مساعدة الشعب الفلسطيني على تأمين إحتياجاته وساحة العمل لخلق تيار سياسي فلسطيني جديد من خلال نشاطاته ليست واردة في عقله أبدا وحياته خالية من أي هم خارج إطار أعماله التجارية التي تعينه على تقديم يد العون لأبناء جلدته الفلسطينيين .
بعض الأعضاء الأوروبيين من حركة فلسطين حرة يتحدثون عن ياسر قشلق بكثير من الإعجاب ويقولون بأنه شخصية منفتحة ومثال عن الإنسان الفلسطيني الذي يمكن التعامل معه بسهولة.
السيد جورج غالواي النائب في مجلس العموم البريطاني شريك رئيسي في تحضير تلك القافلة من المساعدات إلى غزة ، وهو يقوم حاليا بإتصالات مكثفة مع السلطات المصرية لتأمين مرور قافلته الثانية من المساعدات إلى غزة . السيد غالواي كان قد دخل القطاع بعد الحرب الإسرائيلية عليه على رأس مئات من الشاجنات التي عبرت أوروبا إلى المغرب عبر أسبانيا وجبل طارق ومن ثم إلى مصر فقطاع غزة ، وهو يأمل الآن أن يعيد الكرة بمرافقة أعضاء حركة فلسطين حرة .
فرانكلين لامب باحث أميركي في شؤون الشرق الأوسط ويحمل شهاد دكتوراة في القانون الدولي وهو يناضل من أجل تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني منذ عقود .
 (وطن)

ليست هناك تعليقات: