26‏/10‏/2009

جيش الأميرال قشلق لتحرير فلسطين

عبد الحميد دشتي
(عبد الحميد عباس دشتي)
ياسر قشلق رجل أعمال فلسطيني شاب، ولد وعاش في دمشق التي حضنت عائلته كما حضنت مئات آلاف الفلسطينيين وعاملتهم معاملة المواطنين السوريين نفسها في كافة المجالات ما عدا الجنسية السورية . لا أعرف هذا المظلوم من بعض دعاة التفلسف والتفكر الشديد في صومعة الورق دون الذهاب إلى ساحة الفعل كما فعل ياسر قشلق.
لا أعرفه بشكل شخصي وإن كنت أتابعه بعين المراقب والمتابع منذ جاهر بدعمه المطلق لسيد المقاومة اللبنانية في العام 2006 في أول أيام الحرب. وإستغربت من رجل أعمال لديه الكثير ليخسره في المال والتجارة أن تورط في السياسة بشكل عام فكيف إن تورط فيها من باب المجاهرة بدعم من يسعون للخلاص من إسرائيل.



ولإن بعض الظن إثم فقد إعتقدت أن سمعة هذا الشاب في المجال التجاري لا تعني في الواقع مالا وأعمال قد يخسرها، لذا فقد يكون موقفه الوطني حقيقيا ولكنه في المقابل لا يضحي بشيء لأن ليس لديه شيء يخسره .

ولأني ولله الحمد رجل أعمال ولي إستثمارات في سوريا ، فقد تيقنت على مر السنين أن ياسر قشلق ليس فقط رجل أعمال طموح لديه مستقبل باهر في عالم الأعمال والمال الذي ورثه عن والده الذي يذكره بعض معارفنا بالخير الكثير كتاجر إشتهر بحب اليتامى كما إشتهر بتحويل ذاك الحب إلى فعل وعمل لحفظ أيتام أوصانا الله بهم ، بل إكتشفت من خلال علاقاتي في عالم المال والأعمال أن ياسر قشلق الذي يتحدى إسرائيل في عقر دارها الدولي رجل على باب الله ولكنه يملك ثروة لا بأس بها قد تنتهي بشحطة قلم أميركية بوسوسة إسرائيلية فهو لديه العديد من الإستثمارات في الخارج و التي قد تتأثر بأي عداء أميركي إسرائيلي لشخصه ولشركاته التي تتعدد مجالات نشاطاتها.

بصراحة شديدة درست وضع هذا الشاب المناضل دون أن أقترب منه ولم تسنح الفرصة لنجتمع معه ، لكني إجتمعت بالعديدين ممن يرتبطون معه بصداقة أو بعمل أو برفقة نضال ، وإليكم بعض الأمثلة التي أثارت إعجابي ودفعتني للكتابة عن هذا الرجل لكي يقتدي به كل مقتدر فلسطيني وعربي، خاصة وأن هناك آلافا من الفلسطينيين الذين يملكون ملايينا قد يكون ياسر قشلق أقل ثروة منهم بكثير ولكنهم لا يتحركون على أرض الواقع لخدمة قضيتهم .

القصص التي سأرويها تصلح مثالا على ما يمكن للمبادرة الفردية أن تفعله في عالم اليوم خاصة إن كان المتحرك على ساحة النضال متملكا لبعض الثروة ولا أقول لثروة كبيرة.

ياسر قشلق وبحكم هاجسه الوطني كفلسطيني سعى للتواصل مع كل من عرف أو سمع بأنه يناصر الشعب الفلسطيني ، فإتصل بالكثيرين من النشطاء حول العالم ونسق معهم تحركاتهم وتحركاته، وربط بين بعضهم البعض عبر علاقته بالكثيرين من أنصار الشعب الفلسطيني ولكنهم لا يعرفون بعضهم ولا ينسقون مع بعضهم قبل أن يطرح ياسر قشلق عليهم فكرة العمل المشترك والمنسق بين الكثيرين منهم .

لذا كسب ثقة الكثيرين من أنصار القضية في إطار من الود والعمل المشترك في سبيل فلسطين، وخلال وقت قصير وجد ياسر نفسه مدفوعا من أصدقائه المناضلين الأوروبيين إلى تأسيس حركة فلسطين حرة التي تعنى بالنشاط السياسي والإنساني ولا أهداف زعاماتية لها كما أكد لنا أكثر من مصدر أوروبي يعرفون الرجل ويتعاونون معه .

إذا لماذا تحارب بعض الأقلام والألسنة الفلسطينية ياسر قشلق يا ترى ؟؟

أغلب الظن أن من يهاجمه لا يعرفه ، ولا يعرف هدفه ، الرجل يصر بحسب أصدقائه وأصدقائنا المقربين مثل الصحفي دونالد بوستروم والناشطة الإيرلندية كويفا التي تعيش في فلسطين وتزور سوريا ولبنان أحيانا ، هؤلاء وغيرهم مثل الدكتورة في القانون والأستاذة في جامعة السوربون السيدة ليلى غانم التي تنشط على الساحة الباريسية و الدولية في إطار محاكم الضمير التي تحاكم مجرمي الحرب الصهاينة بحضور قضاة دوليين ولوعلى سبيل المحاكاة القانونية، وهي أيضا ناشطة في مجال ملاحقة الصهاينة قانونيا في أوروبا والعالم ، والأهم أنها أيضا من الذين يتعاون معهم ياسر قشلق كما يتعاون مع غيرها مثل المناضل الكبير جورج غالواي (يحضّر ياسر قشلق وجورج غالواي والرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز لقافلة مساعدات تذهب إلى غزة لفك الحصار في الأسابيع المقبلة) .

ياسر كان قد بدأ نشاطه السياسي بتأسيس تجمع لرجال الأعمال الفلسطينين إنطلق منه لتشجيع رجال الأعمال مثله من أصول فلسطينية على الإشتراك في نشاطات تحاكي نشاطه مع المناضلين الغربيين لتجميع كل تلك الجهود في إطار سحب البساط من تحت القدم الإسرائيلية الهوجاء في أوساط الرأي العام العالمي .

هذا عمل أخطر من إلقاء قنبلة نووية على إسرائيل لأنه سيؤدي بعد سنوات إلى قيام تيار شعبي موالي لفلسطين في أوروبا وأميركا والعالم أجمع، بحكم النشاطات المكثفة في الجامعات الغربية التي يقوم بها أعضاء حركة فلسطين حرة وكلهم من الكوادر الجامعية والفنية والصحفية المفتحين على مجتمعاتهم لأنهم منها وأصولهم غربية أصلا.

إذا ما فعله ياسر قشلق أمر بسيط نظريا ولكنه في الواقع أسس جيشا من الدعاة إلى حل قضية فلسطين بشكل عادل ممن يملك كل منهم وضعا يمكنه من التأثير على المحيط الطبيعي الذي يتحرك فيه ، وهنا بيت القصيد إذ أن هذا الجيش الفكري والمقتنع بعدالة قضية الشعب الفلسطيني لا يديره شخص ولا هو أداة بل كل منهم يتحرك بوحي من ضميره ولكن بتنسيق فيما بينهم عبر حركة فلسطين حرة ، هذا الجيش السلمي ينثر بذوره في عشرات الدول والمجتمعات الغربية وسيخرج في المستقبل جيل أوروبي وأميركي واسترالي وكندي وأسيوي ايضا يملك قضية مصيرية واحدة هي قضية الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني المظلوم .

هنا تكمن أهمية العمل البسيط نظريا الذي قام به ياسر قشلق ، وهو سعى ونجح وفي تجميع جهود المئات وربما الآلاف من الناشطين الدوليين في إطار هدف واحد وفي بوتقة واحدة ترعاهم وتشير عليهم وضمن إطار حركة سياسية عالمية واحدة لها نظام لامركزي ولكن تتجمع جهود جميع المنتمين أو المتعاونين معها عند العمل لصالح الشعب الفلسطيني .

من الصعب علينا نحن من بادرنا إلى القيام بما قدرنا الله عليه لأجل فلسطين وإن بالسر وبعض العلن ، من الصعب علينا أن نتجاهل إحساس الإعجاب بهذا الأميرال الذي أسس جيشا مسالما من جامعيين وجامعيات ومفكرين ومفكرات وفاعلين ومثقفين وقادة هدفهم الوحيد تحرير الشعب الفلسطيني من الظلم ولو بتحطيم عتمة الإعلام عن جرائم إسرائيل .

أنا شخصيا ومن منطلق الحرص على الإستفادة من هذه التجربة أدعو كافة المقتدرين العرب والفلسطينيين إلى أن يؤسسوا كل بمفرده بوتقة تشبه حركة فلسطين حرة لكي يتكامل الجميع في خدمة فلسطين وأدعوهم ولو من باب التمثل بالخير أن يبتدعوا طرق جديدة للنضال من وحي هذه الفكرة البسيطة في بداهتها العظيمة في نتائجها .

بوركت يا ياسر قشلق وإلى الأمام وستلتقي جيوش الحق التي تناضل حضاريا لأجل فلسطين قريبا إنشاء الله

http://www.diwank.ca/index.php?page=article_detail&page_id=10&aid=13727

ليست هناك تعليقات: