12‏/2‏/2015

ياسر قشلق لـ"FPA": فلسطين مستهدفة و"داعش" شركة مخابرات عالمية



ياسر قشلق
اعتبر رئيس حركة "فلسطين حرة" ياسر قشلق أن فلسطين هي المستهدفة في كل ما يدور في المنطقة من أحداث، داعياً إلى مزيد من "التشبث في القضية الفلسطينية، والإصرار على استعادة كامل التراب الفلسطيني، ومصالحة فلسطينية عاجلة".

ورأى قشلق في حوارٍ خاص مع وكالة "FPA" أن تنظيم "داعش" "عبارة عن شركة مخابرات عالمية مساهمة وأن لكل جهاز مخابرات دولة معنية في المنطقة حصة في هذا التنظيم"، لافتاً أن أمريكا تمتلك النصيب الأكبر من السيطرة على هذا التنظيم.

وتوقع قشلق تصعيداً معيناً في مسار المواجهات مع تنظيم "داعش"، إلا أنه استدرك بأن المقصود من هذا التصعيد سيكون ضد "المنطقة وأهلها".





كما تطرق رئيس حركة فلسطين حرة ياسر قشلق في حديثه إلى لبنان والمنطقة العربية، وجاء في نص الحوار الكامل:
  • أين فلسطين اليوم وسط كل ما يدور في المنطقة من أحداث وحروب؟ هل أصبحت القضية الفلسطينية ثانوية؟
للوهلة الأولى قد يظن المتابع أن القضية الفلسطينية مغيبة عن مجمل ما يدور من أحداث في المنطقة، لكن بقليل من التدقيق سرعان ما تتأكد أن فلسطين هي المستهدف الأول والأخير من جملة هذه الأحداث.
فعندما تضع مصر كتائب القسام على لائحة الإرهاب وتغلق معبر رفح أمام الجميع تكون فلسطين المستهدفة.
وعندما يضطر الفلسطيني لركوب البحر والموت باحثاً عن بلد لجوء جديد تكون فلسطين المستهدفة.
وعندما يسيطر الإرهاب على مخيم اليرموك (خزان حق العودة) ويشرد أهله في أصقاع الدنيا تكون فلسطين المستهدفة، وعندما تستهدف مخيمات لبنان تكون فلسطين مستهدفة.
وعندما يشارك أبو مازن في مسيرةٍ للتنديد بالإرهاب كتفاً بكتف مع نتنياهو تكون فلسطين المستهدفة.
العالم اليوم يعزف "سيمفونية" مكافحة الإرهاب، ويرفض بالوقت نفسه منح الفلسطيني حق بسيط يتمثل بملاحقة من يرتكب الإرهاب بحقه في المحاكم الدولية، أليس في هذا استهداف لفلسطين؟.
المطلوب اليوم مزيد من التشبث في القضية الفلسطينية، مزيد من الإصرار على حقوقنا العادلة باستعادة كامل ترابنا الفلسطيني، المطلوب مصالحة فلسطينية عاجلة، العدو اليوم يستغل كل ما يجري في المنطقة ليرسخ وجوده الزائف على أرضنا، وليخوفنا بتهمة الإرهاب الذي يحاربه العالم، وأنا أوجه دعوة اليوم لكل فصائل المقاومة الفلسطينية بأن تتوقف عن استجداء رفعها من قوائم الإرهاب، بل ولتعلن أمام العالم أجمع بأنه إذا كان المطالب بأرضه إرهابياً فإننا جميعاً إرهابيين.
  • "داعش" أصبحت اليوم حديث الساعة، كيف ينظر رئيس حركة فلسطين حرة ياسر قشلق إلى هذا التنظيم؟ واستناداً لما يقوم به، هل يتوقع عمل غير اعتيادي ضده في المنطقة؟
     
شخصياً أرى "داعش" عبارة عن "شركة مخابرات عالمية مساهمة"، وكل مخابرات دول العالم المعنية في المنطقة تملك بـ"داعش" عدداً معيناً من الأسهم، وطبعاً 51% من أسهم هذا التنظيم هو ملك لأمريكا التي لم يعد لديها قوات برية على أرضنا إنما "قوات كوماندو" تحت تسمية "داعش".
عندما نتابع مسار وظهور "داعش" لا بد حينها أن نسأل عن المستهدف الحقيقي بكل جريمة ترتكبها هذه المنظمة الإرهابية؟ فمثلاً عندما ذبحت الصحفيين الأمريكان كان المستهدف هو الشعب الأمريكي حتى يؤيد سلفاً كل ما ستقوم به الإدارة الأمريكية ضد التنظيم، وقس على ذلك ذبح الصحفي البريطاني، والياباني، حتى تمثيلية "شارلي إيبدو" كان المستهدف فيها تحشيد الرأي الفرنسي خلف أي قرار تتخذه القيادة الفرنسية. حرق الكساسبة كذلك الأمر، هو لإعطاء ذريعة عربية للتدخل في داعش وهذا التدخل العربي إن حصل سيمنح لاحقاً التدخل الدولي شرعية وغطاء.
وأبعد من ذلك، جريمة ذبح الأقباط المصريين في ليبيا لم تكن مصر المستهدفة بها، إنما إيطاليا حين وقف "الممثل الداعشي" بنهاية فيلم الذبح وأشار بيده نحوها وقال ما معناه: "هذه روما التي وعدنا الرسول بفتحها.."، وللمفارقة قبل أيام قليلة من فيلم ذبح الأقباط أعلن مسؤول إيطالي استعداد بلاده للمشاركة عسكرياً في ليبيا.
استناداً لهذه الحقائق وسواها، لا بد وأن نتوقع تصعيداً ما سيحصل في المنطقة، لكن ليس ضد التنظيم، فـ"داعش" خدعة وستبقى خدعة حتى لو صدقها سبع مليارات إنسان، فهؤلاء صدقوا يوماً كذبة "تنظيم القاعدة" فأين هي اليوم؟ أين صاحبها أيمن الظواهري وماذا عن خلافه مع البغدادي؟.
التدخل سيحصل ضد المنطقة وأهلها، وأنا أرى أن القيادة السورية أدركت الدور المنوط بـ"داعش" وأدركت اللعبة بأسرها، لذلك أجاب الرئيس بشار الأسد في مقابلته الأخيرة مع الـ"بي بي سي" حين سُئل عن الانضمام إلى التحالف الدولي بقوله: "لا تستطيع سوريا دخول التحالف مع دول تدعم الإرهاب". وسبق لوزير الخارجية السوري وليد المعلم أن أعلن: "أن سوريا لا تحتاج لتدخل بري للقضاء على داعش، فقط اقطعوا تمويل الإرهاب والجيش السوري كفيل بالقضاء عليهم".
لكن السؤال الحقيقي: هل العالم جاد في القضاء على الإرهاب؟ لا أعتقد ذلك، ولسوريا تجربة طويلة مع هذا النوع من التطرف الديني، بدأها الراحل حافظ الأسد في ثمانينات القرن المنصرم مع "الإخوان المسلمون"، وهم جذور "داعش" وسواها، ومنذ ذلك الحين والقيادة السورية تدعو العالم لمؤتمرات حول الإرهاب بدون استجابة من أحد، كم مرّة دعت سوريا لوضع تعريف للإرهاب؟ كم مرّةً دعت لتجفيف الإرهاب فكراً وتمويلاً؟ لا أعتقد أن هناك رغبة جادة في القضاء على الإرهاب، إنما توجد نيّة في الاستثمار فيه فقط، بغض النظر إن لبس هذا الإرهاب ثوب القاعدة أم "داعش" أم النصرة.
  • يبدو أنك متشائم لما سيحصل؟
لست متشائماً، لا أريد أن أقول أني متفائل فهذا خداع، لكني بالتأكيد لست متشائماً، لا بد وأن تصحو الشعوب العربية من هذا الوهم القاتل، لا بد وأن يأتي يوم قريب يدركون فيه أن بلاداً تمنع نساءها من قيادة السيارات لا يمكن أن تدعم الحرية في بلادنا، وأن بلاداً يخون فيه الابن أبيه وينقلب على حكمه ثم يحجر عليه لا يمكن لها أن تكون وفية لنا، وأن بلاداً طالما كانت داعمة للإرهاب الصهيوني لانتزاع الحقوق الفلسطينية العادلة لا يمكن لها أن تمنح الديمقراطية لبلادنا، أنا متفائل أن يوم النهوض بات قريباً، ولا بد أن يعود الحق لنصابه.
العرب اليوم في مرحلة فقدان للتوازن والعقل والقيم، لذلك تضيع الأوطان بحجج تاريخية وأساطير لا علاقة لها بالواقع وبدون أن تذرف دمعة صادقة إلا من رحم ربي، لكن لا بد وأن تكون هناك صحوة قادمة من هذه الغيبوبة، فعندما نفقد الوطن السوري، لن يكون لدينا القدرة غداً على المطالبة بالوطن الفلسطيني ولا العراقي ولا شيء، كلنا حينها سنخسر، لأننا في سفينة واحدة إذا غرق منها جزء لا بد وأن تغرق ونغرق معها.
  • كيف تنظرون إلى ما يحصل في لبنان اليوم؟
لبنان مرض، ومرضه أنه قائم على اتفاقات خارجية، من اتفاق الطائف إلى اتفاق الدوحة وسواها، لبنان لن يتخلص من أمراضه إلا عندما تنتهي ولاية شيوخ وأمراء الحرب والقبائل والطوائف هناك، ويعودوا ليفهوا معنى الديمقراطية والحرية بشكلها الصحيح وليس بصورتها الطائفية والعنصرية البغيضة.
لذلك لا يوجد دولة في لبنان ولا يوجد قانون، بل هناك عنصرية. وما زالت الحرب الأهلية فيه تعيش تحت الرماد، وهي مستعدة للاستعار مجدداً وبأية لحظة، وما زال اللبنانيون بفكرهم ومنهجهم في الحياة أسيروا تلك الحرب ولم يخرجوا من عباءتها حتى الآن، حتى لو لم نسمع أصوات رصاص فهذا لا يعني أن لبنان معافى.
المؤسف أن أمراض لبنان معدية، هناك عدوى في العراق وفي سوريا أتت من لبنان، أرجو ألا تنتقل إلى فلسطين، وأرجو أن تتم مكافحتها في منبعها اللبناني بصورةٍ سليمة.
  • كلمة أخيرة؟
أرجو أن تستيقظ الشعوب العربية من غيبوبتها قريباً، وأرجوهم إن استيقظوا أن يكفوا عن المتاجرة بفلسطين، وأن يتركوا مهمة تحريرها لشعبها وحده، فالشعب الفلسطيني قادر على استرداد كامل حقوقه عندما تعود فتح إلى أهلها وحماس إلى وطنها وكل الحركات والفصائل الفلسطينية، عندها نستطيع تحرير كامل التراب الفلسطيني. "فإسرائيل" أضعف من أن تبقى على أرضنا يوماً واحداً إن امتلكنا مجدداً زمام أمرنا.
كما أرجو أن تعود سوريا معافاة، وأدعو جميع السوريين للجلوس على طاولة الحوار، وأعني بذلك السوريين فقط، وبدون التدخل من أحد لا حليف ولا صديق ولا عدو.
أخيراً، الرحمة لشهداء فلسطين وسورية، الرحمة لشهداء الحق والكلمة الصادقة، والحرية لكل الغائبين، والصبر والسلوان على قلب كل الأمهات والآباء المكلومين.

http://www.palestineafree.com/index.php?id=38877#.VQNRWNKUeRY




ليست هناك تعليقات: