23‏/1‏/2012

ياسر قشلق: المقاومة لا تعني بندقية على كتف ثائر ..

لرأي السورية - حوار مفيد كمال الدين)

التاريخ الفلسطيني أكبر وأوسع من كرسي نختلف ونتصالح حوله

أنا مؤمن بالمقاومة، لكني مؤمن أيضاً بتأمين أساس متين لها قبل تبنيها

أنا لدي غنيمة واحدة اسمها صفد، ومتى حصلت عليها سأدعو الجميع للعودة إلى سباتهم بعدما أقدم لهم اعتذاراً عن الإزعاج!



حين يتحقق الأمل بالعودة إلى فلسطين سأشكل حزباً يطالب بالعودة إلى سورية.

أخطأ من سماها ظاهرة وأخطأ أيضاً من أطلق عليها أنها حالة ثورية آنية




نحترم ونقدر كل من ناضل واستشهد من أجل فلسطين لتعود حرة.. ونحترم كل الفصائل المناضلة والمقاتلة وكل من تضمهم تحت جناحيها من قادة وعناصر.. أيضاً نحترم تاريخهم الذي سجل أفعالهم وأعمالهم التي حاولوا جاهدين أن يصنعوا شيئاً ما اتجاه "فلسطين" وتحريرها من الاحتلال الصهيوني والأعراب المتصهينين لكن "حركة فلسطين حرة" ولادتها مختلفة بوقت مختلف وفي زمن مختلف.

الوقت.. وقت انكشاف الأقنعة وزيفها وحقارتها وزمن ..الزمن ذالك الذي مضى دون رجعة للذين تآمروا على فلسطين وبيعها لأجل استمرارية أغلب الأنظمة العربية المتخاذلة لأن تكون آمة من أجل الصهيونية وتوسعها واستقرارها وأمنها.

حركة فلسطين حرة ولدت بوقتها وزمانها.. نعم هذا هو الوقت الصحيح لعقد العزم على أن تحيا فلسطين وتعود فلسطين لأبنائها وعلى أيدي الشرفاء من أبنائها.

يقول قشلق : سورية تروي ظمأي إلى وطني فلسطين.. فيها هدأة روحي وسكينة نفسي.. أعتقد أني في يومٍ ما حين يتحقق الأمل بالعودة إلى فلسطين سأشكل حزباً يطالب بالعودة إلى سورية.

أنا مؤمن بالمقاومة، لكني مؤمن أيضاً بتأمين أساس متين لها قبل تبنيها، أقصد أن المقاومة لا تعني فقط بندقية على كتف ثائر.. المقاومة هي وعي تاريخي، المقاومة استقلال قرار المقاوم، المقاومة وسيلة وليست هدف. لو تعمقنا بهذه الأسس البسيطة على ضوء ما يسمى بـ«الربيع العربي» لاكتشفنا مدى التناقضات التي يحتويها مفهوم المقاومة في المخيال الشعبي، فمثلاً عن أي وعي تاريخي بالمقاومة نتحدث ونحن نرى الانفضاض الشعبي عن حركات المقاومة؟ وعن أي استقلال للمقاومة نتحدث ونحن نرى «المقاومين» وقد جابوا أصقاع الدنيا يبحثون عمن يحفظ لهم بقائهم.. إذاً قبل أن نتبنى –نحن أو غيرنا- خيار المقاومة من جديد علينا أن نعيد بناء المفهوم ونحميه بأسس متينة.. وإلى أن يحدث ذلك لتأخذ فلسطين استراحة محارب، وباعتقادي ذلك أجدى لها وأحفظ لما بقي من ترابها.

نحن أمام مفصل تاريخي هام، وطالما أن هناك من يقامر بالقضية الفلسطينية حتى يتمكن من البقاء بعد أن تهدأ العاصفة حتى لو ذهبت فلسطين برمتها، فإنه من واجبنا عمل المستحيل للدفاع عن أرضنا.. ضمن هذا السياق تم توجيه دعوة لتأسيس مجلس وطني فلسطيني مستقل ممن لم يتاجروا بالدماء الفلسطينية.

"الرأي" التقت المناضل ياسر قشلق رئيس حركة فلسطين حرة وكان لها معه الحوار التالي:

أنت كتبت: «حجنا لم يكتمل (..) اعذروني لأنني لم أجد أمةً أوجه خطابي إليها لأن قدسنا باتت يهودية، أيها الأعراب يا خونة التاريخ (..) من أنين اتسع وجرح نازف طوال عقود..».

وكنت الشاب الفلسطيني الثري المتنقل بجغرافيتك هنا وهناك، وأطلقت حركة «فلسطين حرة».. هل استراتيجيتها البديل للمنظومة الفلسطينية المتشعبة بفصائلها؟ وبالمقابل هل حققت امتداداً شعبياً؟

أظنك تعني «منظمة التحرير الفلسطينية» وليس «المنظومة الفلسطينية» كما ذكرت والفرق كبير، حيث من الإجحاف بمكان تصغير منظمة التحرير الفلسطينية بكل تاريخها لتكون مجرد منظومة متشعبة بفصائلها.

على كلٍّ؛ حركة «فلسطين حرة» لم تكون ولن تكون بديلاً عن أحد، «فلسطين حرة» وكما ورد في أدبيات تأسيسها منظمة إنسانية، تعنى بصورةٍ أساسية برصد مآسي الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات وتحاول تكوين رأي عام عالمي لمساندة ودعم حقوق الشعب الفلسطيني بأرضه التاريخية من خلال العديد من الشخصيات الإعلامية والقانونية المنضمة لها حول العالم، وهي تتدخل سياسياً وإنسانياً حيث يمكنها التدخل بما يخدم هذا الهدف.

بالنسبة لامتدادها الشعبي، نحن في حركة «فلسطين حرة» لا نشبه بتركيبتنا الفصائل والمنظمات الفلسطينية، أعني أننا كحركة إنسانية لا نهدف جمع أصوات من الشعب الفلسطيني تحت راية الحركة بقدر ما يعنينا إيصال صوت هذا الشعب بكل أطيافه إلى المجتمع الدولي. بالعموم؛ ضمن هذا الهدف أعتقد أن امتدادنا الشعبي في النسيج الفلسطيني أكثر مما كنا نتوقع بكثير.

ما رأيك بمن يقول أنك تترقب اصطياد الغنائم؟ أم أنك مزعج لأوقات استراحاتهم ,بل لسباتهم الذي طال ؟؟

بالنسبة للغنائم، أنا لدي غنيمة واحدة اسمها صفد، ومتى حصلت عليها سأدعو الجميع للعودة إلى سباتهم بعدما أقدم لهم اعتذاراً عن الإزعاج!

كيف تحلل الانقسام الفلسطيني والمصالحة الفلسطينية كمراحل تاريخية للشارع الفلسطيني.. والأجندات والتقاطعات عبر عقود وما زالت مستمرة؟

لا الانقسام ولا المصالحة يمكن اعتبارهما مرحلة من مراحل تاريخ فلسطين، التاريخ الفلسطيني أكبر وأوسع من كرسي نختلف ونتصالح حوله. هل تعتقد أن التاريخ معني بتفاصيل مملة حصلت خلال سنوات قليلة؟!

نحن اليوم أمام مفصل تاريخي هام، وكل ما يدور حوله مجرد تفاصيل وتكتيكات ليتجاوز المعنيون هذا المفصل بأقل خسائر ممكنة.

باعتقادك هل ستنجو أنت ومشاريعك من براثن من تهدد وجودهم ومصالحهم؟ هؤلاء الذين اتخذوا من غيفارا غلافاً لمنتجاتهم البيزنطية؟ أوليست محاولة اغتيالك مؤخراً رسالة فصيحة تدعوك للتوقف؟

ربما.. لكن الوطن أكبر من الجميع ومن مصالحهم ومن سلعهم.

الفصائل الفلسطينية في المخيمات بسورية كيف يتعاطون مع الأزمة الحالية؟

اسأل الفصائل الفلسطينية نفسها.

كيف تقرأ حال العلاقات العربية – العربية؟ وبجانب آخر واقع الوطن العربي في هذه المرحلة وهو مهدد بالتقسيم والتجزء؟ وتحول الإعلام العربي إلى إعلام صهيوني ناطق بالعربية؟

لا جديد في العلاقات العربية فلطالما كان العرب إخوةً أعداء. أما واقع الإعلام العربي فهو بالضرورة انعكاس لمشروع كبير يستهدف إعادة تشكيل الوعي العربي برمته، وبالتالي فواقع الإعلام ما هو إلا حلقة صغيرة ضمن سلسلة تقود بالنهاية إلى تغيير خارطة الوطن العربي برمته.

في صومعتك تتعبد ضمن طقوس إلهية خاصة بك وبفلسفتك.. وفلسطين موشومة على جبينك.. جئت بالعديد من سفن كسر الحصار على غزة، وقافلة شريان الحياة التي قادها جورج غالاوي، وسفن الأخوة اللبنانية وناجي العلي ومريم.. مما يدفعني لأسميك أبو المفاجآت.. ياسر قشلق أي جنون يمتطي ما بين فلسطين المحتلة وسورية المحاصرة وكلاهما دمٌ لدمنا؟

جنون العشق، حين تعشق امرأةً تصبح تصرفاتك بالدفاع عن عشقك غير منطقية وربما توصف بالجنون لأنك تتحدى الدنيا لتصل إلى محبوبتك حتى لو فارقت الحياة دونها.. وأنا أعشق وطني، ولك أن تتخيل الفارق بين عشق النساء وعشق الأوطان، لذلك يصبح كل شيءٍ مبرر في هذه الحال، حتى الجنون.

هل تطمح في يومٍ ما أن تصبح رئيساً لفلسطين؟

من حق كل إنسان وبصرف النظر عن انتمائه أن يحلم بأن يكون رئيساً لموطنه. سواء أكان هذا الموطن محتلاً أم مستقلاً وسواء أكان هو يعيش داخله أو لاجئ، هذا حلم والحلم مشروع، لكن الأهم من هذا هو السؤال هو أن تسأل الإنسان: بعد تحقيق حلم الرئاسة بماذا ستحلم؟ باعتقادي أن ما سأحلم به شخصياً بعد حلم الرئاسة هو أن أستمر بالعطاء لأجل فلسطين وشعبها، وأنا اليوم أبذل قصارى ما لدي لأجلها، لذلك أرى أن الأمر سيان عندي برئاسة أو بدون، طالما أني سأستمر بالعطاء بإذن الله.

ماذا قدمت من خلال حركة «فلسطين حرة» لفلسطين وشعبها؟

لا أحبذ الحديث كثيراً عمّا فعلنا في الحركة حتى لا يبدو الأمر وكأنه متاجرة بالقضية وأفضل بدلاً عنه أن أتحدث حول ما سنفعل، بالعموم «فلسطين حرة» بسنواتها القليلة قدمت أشياء كثيرة وفشلت في تقديم الكثير أيضاً وهذا من واقع الأمور.

إضافة لسفن كسر الحصار، نحن في الحركة على تواصل مع معظم المخيمات الفلسطينية في الشتات، وبالتحديد في سورية ولبنان. قدمنا العديد من المنح الدراسية للطلاب، ساهمنا بإجراء العديد من العمليات الجراحية، دعمنا جمعيات خيرية، أجرينا عشرات الندوات الثقافية لنبقى على تواصل مع الشعب الفلسطيني بالشتات.

هل تقتصر خدماتكم على المنتسبين للحركة؟

بالتأكيد لا، كما ذكرت قبل قليل نحن لا يهمنا الانتماء لنا ولا حتى تبني أفكارنا.. نحن حركة إنسانية، وما يعنينا هو الشعب الفلسطيني الذي يحتاج خدماتنا، حتى أننا نتجاوز هذا الحاجز ونمد يد العون لغير الشعب الفلسطيني.

ماذا يؤلم ياسر قشلق؟

يؤلمني أن يكون اسم شارع من شوارع رام الله «سمير القصير» ولا يوجد شارع يحمل اسم الراحل «ياسر عرفات».. يؤلمني ألا تحمل شوارعنا أسماء رموزنا العظام.

يؤلمني أن أرى شاباً فلسطينياً ذو إمكانات ومواهب وهو عاطل عن العمل.

هل أنت راضٍ عن شعبيتك بالشارع؟

إذا كانت الشعبية ستأتي من رفع شعارات كاذبة وأكبر من حجمنا فأنا لا أريد هذه الشعبية، الشعبية لا تقاس بالشعارات ولا الهتافات ولا بعدد الملصقات بالشوارع، ولا بملء الكراسي الفارغة في المؤتمرات والساحات، الشعبية تقاس بالعمل وبما حققت من أهداف، والشعب الفلسطيني من أوعى الشعوب العربية وبات من الصعب خداعه بالكلام.

سؤال أخير، هل أنت راضٍ عن تحقيق الأهداف التي وضعتها منذ نشأة الحركة؟

كما قلت، نحن أنجزنا الكثير ولم ننجز الكثير أيضاً، لكن ضمن ظروف عملنا واستقلالية تمويلنا الذي يتيح لنا استقلالية اتخاذ قراراتنا نحن راضون عن أنفسنا.. يكفينا فخراً أننا اخترقنا جدار الصمت العربي، واخترقنا جدار الصمت الذي بنته الأنظمة حول مخيمات اللجوء الفلسطيني.. واستطعنا الوصول إلى الشباب
الفلسطيني الذي نعتبره المستقبل الذي يجب البناء فيه لأجل فلسطين، لكن تبقى الحقيقة أن أمامنا مشوار طويل وقاسي.. ونحن مصممون على المضي به بإذن الله.
________________________________

لمحة عن رئيس حركة فلسطين حرة

رجل أعمال فلسطيني من مدينة صفد من مواليد عام 1971 , أكمل مشروع والده (صندوق الطالب الفلسطيني) والذي يعنى بمساعدة الطلاب الفلسطينيين لإكمال دراستهم في الشتات

رئيس (منتدى الاعمال الفلسطيني ) وهي منظمة مستقلة غير ربحية تجمع رجال الأعمال الفلسطينيين في العالم , ويتمتع المنتدى بالشخصية القانونية والاهلية الكاملة لمزاولة أعماله وتحقيق أهدافه وفق النظام الأساسي والنظم والقوانين السارية في دولة المقر لتطوير الأقتصاد الوطني الفلسطيني

أسس << حركة فلسطين حرة >> عقب العدوان الأسرائيلي على غزة وهي حركة تضم عدد كبير من الفلسطينيين العرب والأجانب حول العالم وهي مسجلة في العديد من العواصم العالمية وكان لها دور كبير في المساهمة في اطلاق سفينة الاخوة اللبنانية وقافلة شريان الحياة التي ترأسها جورج غلاوي الى جانب سفينتي (ناجي العلي) و(مريم)

عضو لجنة المبادرة الوطنية لطسر الحصار عن غزة وساهم من خلال عضويته بإرسال العديد من سفن المساعدات لكسر الحصار الاسرائيلي المفروض على غزة

عضو هيئة امناء ‘عادة اعمار غزة

يرأس منذ شباط 2009 معهد الدراسات الدولية في لبنان , وهي شركة لبنانية تعنى بالعمل البحثي في فروع العلاقات الدولية , ومركزها في بيروت

عضو المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن ومقره بيروت

يكتب في العديد من الصحف والمجلات العربية منذ عام 1993 في شؤون السياسة والاقتصاد

مؤسس بيت الاستثمار السوري الفلسطيني وهي شركة تضم رجال اعمال سوريين وفلسطينيين وتختص بمجال الاستثمارات العقارية والصناعية

عضو مؤسس بيت الاستثمار الفلسطيني التركي

سجل حافل بالعديد من المساهمات الاجتماعية والانسانية في سورية ولبنان منها تأسيس مراكز طبية مجانية في البلدين

أسس جمعية خيرية عام 1997 في مخيم اليرموك بدمشق ,تعنى بأوضاع المخيم الاجتماعية ويتبع للجمعية اول مركز للأدمان في المخيم

تميز منذ سنوات دراسته بنشاطاته واهتماماته الفكرية ومنه تأسيس صحيفة مدرسية شبابية في المرحلة الثانوية.

أجري الحوار بتاريخ: 8 -1-2012

الرأي السورية - حوار مفيد كمال الدين


ليست هناك تعليقات: