15‏/8‏/2011

ياسر قشلق: لا أرى عملا عسكريا يلوح في الأفق .. لخليج يحكمه سفراء وليس أمراء

عندما تشاهده على الشاشة وتود أن تسيء الظن فيه فستقول لربما هذا الشخص يود كسب مشاعر وجذب 
الناس اليه... عندما يتحدث عن فلسطين فكأنه يتحدث عن والدته فهي أقدس ماخلق الله وكل من يحبها ويتعامل معها بانسانية فهو يحبه وكل من يسيء اليها يمزقه بأيديه...
عندما دخلنا الى مكتبه شاهدنا وجهه في عيون جميع موظفي المكتب... شعرت وفريق عملي كأنني أنا المدير وهم موظفين عندي فالكل يرحب والكل يطمئن عليك (كيف كانت الطريق... الحمد لله السلامة... طمنونا عن اللاذقية...)
ياسر قشلق الذي تشاهدوه على التلفاز وصوته يخترق كل بيت عندما يتحدث عن الحق وعندما يدافع عن سورية هو ياسر قشلق ذاته في مكتبه وبيته لا يعرف التزلف ولا التملق...




رحب بنا سعيداً جداً... فلولا هذه الأزمة "كما قال" لما عدنا إلى رشدنا فرح جدا بتحمل الشباب السوري لمسؤوليته وبدل أن يهتم بالتفاصيل التافهة بدأ يهتم بحماية وطنه وبدل أن نتحدث على بعضنا بتنا نتحدث عن الوطن وكيف نحمي هذا الوطن...
الشارع السوري زاره في مكتبه وأجرينا معه الحوار التالي ...
فإليكم هذا الحوار الصادق مع رئيس حركة فلسطين حرة ياسر قشلق ونقدمه لكم على جزأين:



دمشق – سومر حاتم - الجزء الأول
نبدأ مما وصفته قناة العربية بالخطاب التاريخي للعاهل السعودي... كيف قرأت البيان الأخير للملك السعودي بخصوص سورية؟
- بالبداية: لا يوجد شيء اسمه أعرابي يكتب خطابات تاريخية، وأنا لا أسمع هكذا خطابات ولا أبني عليها أساس سياسة أو موقف، إنه مجرد شعر نبطي ليس له قيمة وليس له تأثير بالمعادلة الإقليمية ولا بالمعادلة الدولية، والشارع الذي يؤثر فيه هكذا خطابات نحن لسنا بحاجته، إنه خطاب أميركي بالمطلق فالخليج يحكمه سفراء وليس أمراء..
"صمتكم أيها الفرنسيين يقتلنا":
كيف تحلل هذا الضغط الدولي والعربي الكبير في الأيام الأخيرة على سورية؟
ما يحدث اليوم في سورية ليس فقط لضرب العلاقة السورية الإيرانية، بل لضرب العلاقة السورية التركية أيضاً، ورمضان هو الذروة، فبالنسبة لهم إذا لم يحدث في رمضان أي تغيير في سورية لن يحدث أي شيء في المستقبل فرمضان شهر الدين والغرائز والذي يحرك هذه "الثورات" يعتمد على تحريك الغرائز مع أنني أنظر لهذا الشهر الفضيل بطريقة مختلفة فكنت أتمنى أن نخوض في رمضان الجهاد الأكبر أن نخوض معركة تحرير فلسطين ولكننا لا نستطيع تحرير فلسطين ولا تحرير الجولان في ظل غطاء عربي وعلاقات عربية إسرائيلية... وفي ظل المتغيرات الدولية الأخيرة.. متغيرات حتى بريطانيا لم تسلم منها، ومن هنا أدعو الشعب البريطاني أن يأتي إلى جوامعنا لنصنع له ثورته، لنصنع له «جمعة حرائر بريطانيا»، وجمعة «صمتكم أيها الفرنسيون يقتلنا»، ولنخرج سوية نطالب بحرية الشعب البريطاني.
بعض المراقبين يعتبرون أن الاتفاقات الكبرى تمت وأن كل هذه الضوضاء الدولية "لرفع العتب ليس إلا" ما هو تقديرك؟
لا أبني سياستي على الخطابات والتحليلات، ولكن أبني سياستي على ما تملكه الأطراف المعنية من قوة على الأرض..
الحرية قادمة للخليج ..

كنت في بداية هذه الأحداث قد حذرت دول الخليج من أمر ما سيحصل لديهم هل ما زلت تتوقع ذلك وما الذي يمكن أن يحصل... أم أنت تمارس نوعاً من الحرب النفسية عليهم؟
ما زلت مصراً على ما قلته، فالحرية قادمة للخليج والحالة اليمنية ستنتقل إلى باقي دول الخليج والرئيس اليمني لن يعود إلى اليمن، فبمجرد أن تنتهي الأزمة في اليمن ستبدأ في السعودية، والتقسيم قادم إلى السعودية لثلاث دول، والدول الخليجية البقية ليست معنية لأن أميركا بعد أن صنعت للعرب عدواً اسمه إيران ستتفق مع إيران في النهاية، والأعراب سيدفعون الثمن فلا تستطيع قطر أو البحرين قصف إيران.. أقول: أنتم أيها الأعراب اخترتم أعدائكم وعليكم أن تتحملوا نتائج اختياركم.. وأنا أشعر بالنشوة عندما أرى كيف تتعامل أميركا مع عملائها..

ما هي احتمالات شن حرب على سورية برأيك؟ وهل الأتراك قادرون على تحمل المسؤولية بشن عمل عسكري على سورية؟
لا أرى عملاً عسكرياً يلوح بالأفق، بل استمرار الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية على سورية، سورية لديها منظومة صواريخ كبيرة تخشى منها الدول الأوروبية وأميركا أن تستخدمها سورية ضد إسرائيل في حال تعرضت لعدوان..
وأنا أقول للرئيس الأسد أنا أتمنى قيام علاقات قوية مع تركيا ولا أن نقيم علاقات مع أولئك الأعراب... رغم أنني كنت أتمنى من أردوغان أن الرسائل الحازمة التي كان سيرسلها لسورية أن يرسلها لليبرمان الذي رفض الاعتذار من تركيا بعد أن هدرت إسرائيل دماء الأتراك في البحر المتوسط...

كيف تقيّم تطورات الأوضاع على الأرض في سورية وإلى أين نحن ذاهبون؟
- لم يعتد الشعب السوري على التدخل بشؤونه الداخلية، لذلك لا بد وأن الأزمة ستطول، حتى إعلامياً؛ لم يعتد السوريون أن تتصدر شؤون بلدهم الداخلية نشرات الأخبار، وبغض النظر أكانت هذه الأخبار صحيحة أم كاذبة هم يرون أن الزخم الإعلامي الذي يعطى لبلدهم يخفي وراءه الشيء الكثير من التواطؤ ضدهم..
يعني لاحظ «التحركات الشعبية» التي تحصل في إسرائيل، أليس أمراً لافتاً أن لا تثير هذه الأحداث فضول القنوات الإعلامية؟ لماذا مثلاً لم تصنع الجزيرة لأحداث إسرائيل «بروموشن» كما فعلت والحالة السورية؟ أو مثلاً برنامج إفطار على مائدة الثوار.. أليس غريباً ألا يتناول برنامج «حديث الثورة» ولا مرة الأحداث في إسرائيل في مقابل تناوله الأحداث في بريطانيا علماً أنها وإلى حد بعيد قد تكون أعمال شغب؟!!

هل يرى ياسر قشلق أن هناك ثورة في إسرائيل؟
ما يجري في إسرائيل يتساوق مع ما يحدث في العالم العربي لكنه بالتأكيد ليس ثورة، هناك فعلاً من يخرج للتظاهر في إسرائيل، لكن باعتقادي هؤلاء يخرجون حتى يقولوا نحن من نسيج الشرق الأوسط نفسه، الإسرائيليون وجدوا في التظاهر دليلاً للعالم على اندماجهم بالبيئة التي يعيشون بها.. وبما أن البيئة المحيطة بهم ثارت فعليهم هم أيضاً أن يثوروا.. (ضاحكاً) لكن أي ثورةٍ هذه تلك التي تتطلب ظلم الآخر حتى تنتصر، لاحظ كيف عقدوا على مزيدٍ من الوحدات الاستيطانية بالضفة الغربية بحجة تلبية مطالب الثورة!!
على كل حال، هذا لا يمنع أن تحسم كلينتون الأمور وتحدد من سيفقد الشرعية: الحكومة الإسرائيلية أم شعبها؟ أقول في كلا الحالتين الأمر تحصيل حاصل بالنسبة لنا، فنحن نعتبر أن الحكومة وشعبها مزيفان معاً وليس فاقدو الشرعية.
المعركة القادمة في بلادنا ستكون بين هؤلاء...

وما تقييمك لأحداث بريطانيا؟
إلى الآن تأخذ هذه الأحداث طابع أعمال الشغب، وهذه حقيقة لا نريد المزايدة على أحد فيها، من الممكن أن تمتد لتشمل مدن أخرى؟ نعم، من الممكن أن تتحول لتصبح ثورة؟ نعم، كل هذا ممكن.. الأيام وحدها هي الفيصل والحكم فيها.
(مبتسماً) على كلٍ أحمد الله أن أسامة بن لادن قد أُغرق قبل أحداث بريطانيا، وإلا كان اتهم بافتعالها، وكنا رأينا حرباً جديدة على الإسلام، لكن على ما يبدو أن هناك اتفاقاً جديداً بين الغرب وممتطي الإسلام في شرقنا، يقضي هذا الاتفاق بالسماح للغرب بامتطاء الإسلام للوصول إلى مآربهم، أما الإسلاميون فسيبقون في خانة الزوج المخدوع بالنسبة للغرب وبالذات أميركا، هؤلاء سترميهم أميركا عند أول مفترق.. للأسف لا الإخوان المسلمون يدركون ذلك، ولا من يصفون أنفسهم بالسلفيين.. وفي اعتقادي فإن المعركة القادمة في بلادنا ستكون بين هؤلاء: السلفيون والإخوان، وستنطلق هذه الشرارة من مصر.
الاعتراف بالمعارضة فضيلة...

قاطعته: أصبح لديك جنسية سورية..؟
أنا جنسيتي أخذتها من الشعب السوري قبل الدولة السورية، فهوغو تشافيز أيضاً أعطاني الجنسية الفنزويلية ولكن سورية هي عمقي الإستراتيجي وشعب سورية هو شعبي وهو أهلي..
وبالعودة للشأن السوري: الاعتراف بالمعارضة فضيلة، ولكن عليهم أن يكون لهم مشروع وبرنامج بديل لرئيس الحكومة وليس للرئيس بشار، فسورية تحتاج لثورة حقيقية يقودها الرئيس بشار.. وأنا أطلقت شعار بشار يريد إصلاح النظام.. علينا أن نحدث شعاراتنا ومبادئنا فلم يعد يوجد شيء اسمه "أمة عربية واحدة"، وأنا لمست أن الرئيس الأسد بدأ بثورته الإصلاحية، وكلنا رأينا الرئيس الأسد يستقبل وفوداً شعبية من مختلف شرائح المجتمع، وهذا أفضل ماقام به فهذه اللقاءات هي من تطور المجتمع وتصلح المجتمع وأنا أرى أن استقبال عشرة بائعي خضار أفضل من استقبال عشرة وزراء عرب، فبائعي الخضار يفيدون الرئيس بشار أكثر من الوزراء العرب الذين لم يستطيعوا إدخال مياه الشرب إلى غزة..

في الجزء الثاني قريبا: حديث في الثورة الفلسطينية ..رأيه بالإعلام والدراما السورية...
- أمة لا تحتمل ريشة ناجي العلي فكيف لها أن تحتمل صوتي المرتفع..
هنالك مفاجأة بعد العيد سأخص فيها موقع الشارع السوري..
- لن أورث ولدي نقطة سوداء في تاريخي ..
- أنا أضع نفسي أمامكم فحاكموني..
- الإعلام السوري" مرتجف"..
- "في حضرة الغياب" أقل بكثير من التوقعات..
- أطمئن الشعب السوري بأن لا حرب قادمة عليهم...
لا مانع من النسخ أو الاقتباس ولكن مع ذكر المصدر

(الشارع السوري)

ليست هناك تعليقات: