24‏/3‏/2015

ياسر قشلق في لقاء خاص لـ «لموقع بيلست»: اتفاقاً جديداً في مخيم اليرموك قد يرى النور قريباً



قال رئيس حركة «فلسطين حرة» ياسر قشلق في لقاء خاص لمؤسسة بيلست الوطنية للدراسات والنشر والاعلام ولموقع «بيلست الاخباري » أن اتفاقاً جديداً في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بدمشق قد يرى النور قريباً، معتبراً أن "المخيم تعج فيه فوضى السلاح والإرهاب ما يعرض الشعب الفلسطيني لكل أشكال الموت فظاعة".
وفي حديثٍ خاص لموقع «بيلست الاخباري» تطرق قشلق لقضايا عدة على الساحة الفلسطينية أبرزها قرارات المجلس المركزي لمنظمة التحرير، وموضوع الانقسام الفلسطيني – الفلسطيني، وموضوع الحصار على قطاع غزة، وقضايا أخرى.
وجاء في نص الحوار الكامل:


هل تتوقع أن يتم تنفيذ قرارات المجلس المركزي لمنظمة التحرير؟ هل هناك سقف زمني لتنفيذ هذه القرارات؟
- بالبداية، نحن نرى بقرارات المجلس المركزي للمنظمة حقوقاً مشروعة للشعب الفلسطيني، وهي برأيي تمثل الحد الأدنى من مطالب شعبنا الفلسطيني.
أما عن توقعاتي بشأن التنفيذ من عدمه، أنا أرجو ألا تكون القرارات اتخذت أصلاً من منطق الضغط على الكيان الصهيوني أو التكتيك السياسي، فهي إن كانت قد اتخذت من هذه المنطلقات فيكفي أن يقوم الكيان بضغط مضاد لمنع تنفيذها أو إعلان نيته استئناف المفاوضات أو ما شابه.
لكن بالمطلق؛ لننتظر، أعتقد أنه بعد إيصال الناخب الصهيوني لـ"داعش" لتشكيل الحكومة الجديدة أصبحنا أمام مفترق طرق، فالصهاينة قالوا: نعم لـ"داعش" وممثلها نتنياهو ولا للدولة الفلسطينية، يجب أن نكون حاسمين أيضاً.
حماس رحبت بالقرارات لكنها قالت المهم هو التنفيذ.. هل هي محقة في ذلك؟
- إلى حد بعيد نعم، فبالتأكيد المهم هو التنفيذ، لكن في الوقت نفسه أنا أدعو جميع الفصائل إلى الخروج من دوامة المهاترات وتبادل الأدوار في الفشل السياسي والعسكري، فكلنا علينا تحمل المسؤولية وليس فقط بعض الجهات في المنظمة، لذلك من يطلق تصريحاً ينطوي على "انتظاره للفشل المحتم" عليه أن يقدم البدائل وأن يعمل لأجل وحدة الصف الفلسطيني.
ما النتائج التي قد تترتب على موقف التنسيق الأمني وغيرها؟ وهل بالإمكان القول إن أوسلو أصبحت من الماضي وانتهت؟
- أوسلو بالفعل انتهت، انتهت كمفعول سياسي، وكمفعول اقتصادي، بل وكطريق للوصول إلى وطن، ولنا بحملة نتنياهو الانتخابية أكبر دليل على فشل الطريق الذي خطته أوسلو.
. أما ماذا سيحصل إن أوقف الفلسطينيون التنسيق الأمني مع الكيان؟
أعتقد أن السؤال يجب أن يكون ماذا سيكسب الفلسطينيون لو فعلوا ذلك؟ فالتنسيق الأمني هو على الدوام يصب في مصلحة العدو وليس في مصلحة شعبنا الفلسطيني، وطبعاً أنا هنا لا أتحدث عن ردود أفعال الكيان الصهيوني على فك الارتباط الأمني، فهو مع الأسف ستكون له ردود فعل كثيرة، وكلها للمفارقة تعتبر نتائج لاتفاقية أوسلو المشؤومة، لكن رغم ذلك إن لم تتحلى منظمة التحرير بالشجاعة الكافية لفعلها اليوم فأعتقد أن ظروفاً أعقد ستحول دون الفكاك منها غداً.
لماذا لم تتحقق الوحدة الفلسطينية الحقيقية؟ وما المانع من ذلك؟
- برأيي تحقيق الوحدة الفلسطينية يستلزم توافر شرطين كحد أدنى، أولاً توافر الإرادة السياسية، ووجود القرار المستقل لدى الأطراف المعنية، وأعتقد أن هذين الشرطين غير متوافرين بعد، وأخشى أن كل طرف بات راضٍ بما قسم الله له من أرض وسلطة، ولن أدخل بمزيدٍ من التفصيل.
المواطن الفلسطيني يئن من الحصار في غزة، والأوضاع تتفاقم يوماً بعد يوم.. ما السبيل لتخفيف معاناة الشعب؟
- ربما أصبح من البديهي القول إن أول خطوة نحو فك الحصار عن غزة تتمثل بالوحدة الفلسطينية، وحدة القرار الفلسطيني، وحدة المصير. على أعداء الشعب الفلسطيني جميعاً أن يشعروا أن قيادات هذا الشعب كلمتها واحدة، وعليهم أن يشعروا أن هذه القيادات تستطيع فعل أي شيء للتخفيف عن شعبها، على الفلسطيني أن يستعيد أنيابه من جديد، عليه أن يسبب الألم للآخرين كما يتألم هو، حينها لن يجرؤ أحد على حصارنا.
نحن في حركة «فلسطين حرة» أول من سير السفن لكسر الحصار عن قطاع غزة، لكننا لم نجد لتحركاتنا صدىً، كم كنا نحتاج في ذلك الوقت لرافعة سياسية فلسطينية، كم كنا نحتاج للوحدة الفلسطينية، أعتقد ما كان ليستمر الحصار إلى هذا اليوم لو أن إخوتنا في القيادات الفلسطينية مدوا أيديهم لتلقف مبادرتنا، لكن مع الأسف قوبلنا من البعض بالتجاهل ومن البعض الآخر بالشتم.
الرئيس محمود عباس طالب بورقة خطية من حركة حماس للموافقة على الانتخابات، علماً أن اتفاق الشاطئ يتضمن ذلك، فلماذا الموافقة الخطية من حماس دون غيرها من الفصائل الفلسطينية؟ وكيف ترى هذا الطلب؟
- لماذا حماس؟ بوصفها الطرف الثاني الرئيسي بالانقسام الفلسطيني الحاصل. أما عن طبيعة هذا الطلب أعتقد أنه إحدى نتائج انهيار الثقة بين الأطراف الفلسطينية، وهو أمر مؤسف بكل تأكيد، لكن يمكن لحماس أن تقدم مثل هكذا وثيقة إذا كانت جادة في المضي قدماً على طريق توحيد الصف الفلسطيني، وكما أسلفت هذا يفترض أولاً إرادة سياسية وثانياً استقلالاً بالقرار.
هناك جهود قام بها الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الدكتور رمضان شلح في مصر بهدف التخفيف عن قطاع غزة، كيف ترى هذا التحرك؟
- الدكتور رمضان شلح يقوم بجهود طيبة ومباركة، لكن لنكون صريحين كل هذه الجهود ستذهب أدراج الرياح مع استمرار الانقسام الفلسطيني – الفلسطيني، هذه الجهود تحتاج على الدوام لعمق سياسي، وعمقها في هذه الحالة يجب أن يكون وحدة الصف الفلسطيني، وإرادة المصالحة التي يجب أن تتوافر لدى الأطراف جميعاً..
حركة "الجهاد الإسلامي" حققت بعض التقدم في رفع الحصار لكن كنت أتمنى لو أن حماس لاقت جهودها في منتصف الطريق لا أن تبتعد أكثر وتنغلق على نفسها أكثر.
أحياناً أسأل نفسي هل يتابع القادة الفلسطينيون الأخبار؟ هل يدركون مدى التغير الذي يحصل في العالم؟ الخرائط تتغير، القيم تتغير، الأخلاق، المبادئ، أصبح هناك أديان جديدة، ونحن بكل أسف لا زلنا متمسكين بالماضي وخلافات الماضي.
من يصنع المستقبل اليوم هو الشعب، وعلينا جميعاً أن نوجه بوصلتنا تجاهه، وسنندم جميعاً عندما تختل هذه البوصلة فنتوه عن شعبنا الفلسطيني ويتوه بدوره عنا.
يتم الحديث مؤخراً أنه تجري صناعة قيادة فلسطينية جديدة بصمت، وهكذا نلاحظ أنه مقابل التهميش المقصود والممنهج للمؤسسات الوطنية الشرعية والتاريخية والدستورية واستمرار التصدع داخل حركة فتح وتعميقه بفعل فاعل، ما مدى صحة هذا على أرض الواقع؟
- يعني باعتقادي أن كلمة "صناعة قيادة" كلمة مجحفة بحق شعبنا الفلسطيني أولاً وقبل كل شيء، فهو ليس شعباً قاصراً أو متخلفاً حتى تصنع له قيادة جديدة، أما عن حركة فتح فهي حركة عريقة ولها تاريخ نضالي طويل أكبر من تتصدع أو تتأثر بمؤامرات هنا أو أفعال هناك.
لماذا ترفض فتح المشاركة في أي شكل من أشكال مقاومة الاحتلال حتى وإن كانت سلمية أو حركاً شعبياً؟
- ليست القضية اليوم لماذا لا يشارك هذا الفصيل أو ذاك، فتح قدمت الكثير في تاريخ النضال الفلسطيني وكل الفصائل فعلت.. لكن بالنتيجة علينا أن نسأل: أين نقف اليوم؟ ربما يقول قائل لا طريق المفاوضات ناجع ولا طريق المقاومة؟ وبالتالي علينا من جديد العودة للشعب، بكل بساطة نجري استفتاءً عاماً ونمضي بالطريق الذي يريده الشعب الفلسطيني، مقاومةً كان أم مفاوضات، ومن يخرج عن الإجماع الشعبي عندها نسأل لماذا لا ينخرط هذا الشاذ في خيارات شعبه؟
لا يمكن اليوم لأحد أن يحمل عصا ويذهب إلى الضفة ليقول: "حي على الجهاد"، الأمر أعقد من ذلك، وهذا لا يمكن أن يكون خيار سلطة ولا حكر على أحد. من جديد أقول: يجب العودة إلى الشعب تماماً مثلما يفعل أعداؤنا.
هل ستعود السلطة الفلسطينية إلى مفاوضات برعاية أمريكية أم في إطار دولي؟ قصة كيري في المفاوضات هل ستتكرر؟
- أتمنى ألا تعود إلى المفاوضات تحت أي رعاية، فالوقت اليوم ليس للتفاوض.
جرت عدة اغتيالات في الفترة الأخيرة لعدد من كوادر وأعضاء حركة فتح في مخيم اليرموك، ما هو سبب هذه الاغتيالات ومن يقف وراءها؟ وأين وصلت الأوضاع بمخيم اليرموك؟ وكيف تنظرون لمستقبل الوجود الفلسطيني في سوريا في ظل المؤامرة التي تتعرض لها؟
- مخيم اليرموك تعج فيه فوضى السلاح والإرهاب منذ استولت عليه المجموعات المسلحة منذ أكثر من عامين، ليس أعضاء فتح فقط من يموت في المخيم، شعبنا كله تعرض ويتعرض لكل أشكال الموت فظاعة.
طبعاً نعمل بجهد من موقعنا في دمشق مع كل الأطراف لترسيخ اتفاق جديد قد يرى النور قريباً.
أما عن الوجود الفلسطيني في سوريا فبالتأكيد هو مستهدف، وأحد أهداف المؤامرة على سوريا هو شطب الوجود الفلسطيني داخلها للوصول إلى شطب حق العودة، وهو الأمر الذي يدفع «حركة فلسطين حرة» للعمل على كافة الأصعدة للحؤول دون تحقيقه، نحن ننشط إنسانياً لمساعدة شعبنا في سوريا، وكذلك سياسياً عبر استعادة مخيم اليرموك وهو خزان حق العودة، نتمنى أن نرى ثمرة جهودنا على أرض الواقع، ونتمنى بالوقت نفسه أن تجد مبادراتنا صدى لدى الإخوة للتكاتف معنا في تحقيق هذه الأهداف، وعدم عرقلتها من أي طرف لأنها بالنتيجة تصب في صالح شعبنا وصالح قضيته العادلة.
السيرة الذاتية :
رجل أعمال فلسطيني من مدينة صفد، مواليد سورية عام 1971. - أكمل مشروع والده (صندوق الطالب الفلسطيني) والذي يعنى بمساعدة الطلاب الفلسطينيين
لإكمال دراستهم في الشتات. - رئيس «منتدى الأعمال الفلسطيني»: وهو منظمة مستقلة غير ربحية تـَجْمَع رجال الأعمال الفلسطينيين في العالم، ويتمتع المنتدى بالشخصية القانونية والأهلية الكاملة لمزاولة أعماله وتحقيق أهدافه وفق النظام الأساسي والنظم والقوانين السارية في دولة المقر لتطوير الاقتصاد الوطني الفلسطيني. - أسس «حركة فلسطين حرة» عقب العدوان الإسرائيلي على غزة وهي حركة تضم عدد كبير من الناشطين العرب والأجانب حول العالم وهي مسجلة في العديد من العواصم العالمية وكان لها دور كبير في المساهمة وإطلاق سفينة الأخوة اللبنانية وقافلة شريان الحياة التي ترأسها جورج غالاوي, إلى جانب سفينتي «ناجي العلي» و«مريم». - عضو لجنة المبادرة الوطنية لكسر الحصار على غزة، «ساهم من خلال عضويته باللجنة بإرسال العديد من سفن المساعدات لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة». - عضو هيئة أمناء إعادة إعمار غزة. - يرأس منذ شباط 2009 «معهد الدراسات الدولية» في لبنان، وهو شركة لبنانية تُعنى بالعمل البحثي في فروع العلاقات الدولية، ومركزها بيروت. - عضو «المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن» ومقره بيروت. - يكتب في العديد من الصحف والمجلات العربية منذ عام93 في شؤون السياسة والاقتصاد، له زاوية أسبوعية في موقع الـ«دي برس». - مؤسس «بيت الاستثمار السوري الفلسطيني» وهو شركة تضم رجال أعمال سوريين وفلسطينيين، وتختص بمجال الاستثمارات العقارية والصناعية. - عضو ومؤسس «بيت الاستثمار الفلسطيني التركي». - سجله حافل بالعديد من المساهمات الاجتماعية والإنسانية في سورية ولبنان، منها تأسيس مراكز طبية مجانية في البلدين. - أسس جمعية خيرية عام 1997 في مخيم اليرموك بدمشق، تعنى بأوضاع المخيم الاجتماعية، يتبع للجمعية أول مركز معالجة للإدمان في المخيم. - تميز منذ سنوات دراسته الأولى بنشاطاته واهتماماته الفكرية، ومن ذلك تأسيس صحيفة مدرسية شبابية في المرحلة الثانوية.

ليست هناك تعليقات: