7‏/5‏/2012

قشلق: لسنا حياديين في الأزمة السورية.. وعلينا العبور إلى المستقبل بوطن لجميع أبنائه

ياسر قشلق
(جريدة البعث)
ياسر قشلق رئيس حركة "فلسطين حرة" صوت فلسطيني عربي، ارتفع عالياً وصادقاً وسط ضجيج الأزمة السورية.. استقطب اهتماماً ملحوظاً بين الشباب العربي لتصريحاته الواضحة ومواقفه الجريئة، يحمل الهم الوطني والقومي وفلسطين والمقاومة، ويرى أن سورية تتعرض لحرب تستهدف زعزعة أمنها واستقرارها تنفيذاً لأجندات استعمارية غربية، يعتبر أن الواجب يحتم عليه أن يقف مع سورية وفاء لما قدمته لفلسطين والمقاومة، وذلك عبر حملات دعم ومساعدة كان أحدثها من خلال التعاون مع" بصمة شباب سورية" بحملة أبناء الوطن للوطن.
حول هذه المبادرة والمشاريع المستقبلية وموقف حركة "فلسطين حرة "من التطورات على الساحتين الفلسطينية والعربية كان لـ"البعث" هذا الحوار:



أبناء الوطن للوطن

يقول قشلق: إن حركة "فلسطين حرة" تعتزم المضي في مبادراتها وتعمل الآن على التحضير لحملات تطوعية لمساعدة السوريين الذين اضطروا إلى مغادرة بيوتهم على العودة والعيش بكرامة، وقطع طريق النفاق والكذب السياسي في هذا الموضوع، ويضيف: سمعنا في الآونة الأخيرة كثيراً عما يسمى ممرات إنسانية، ومن منطلق إنساني ووطني وجدنا أن كل ما يقولونه "وخاصة أعراب النفط والقصور الملكية" هو مجرد نفاق وكذب، لذلك كان لابد من المبادرة بمساعدة أبناء الوطن وفتح ممرات وقنوات إنسانية، وألا نسمح لأحد أن يتحسن علينا بالمساعدة، فسورية فيها الخيرات الكثيرة وفيها رجال أعمال وطنيون يستطيعون مساعدة أبناء وطنهم، وأضاف: هذه المبادرة من أبناء الوطن للوطن و"حركة فلسطين حرة" ترد الوفاء لما قدمه هذا الشعب السوري العظيم لإخوته الفلسطينيين في كل المحن، و"بصمة شباب سورية" كان لها دور كبير، وهي الآن موجودة على الأرض وتعمل مع كل الأطياف، وقريباً هناك حملة لمساعدة المتضررين من الأزمة في العودة إلى بيوتهم بأمان وكرامة.
وقال: اليوم نرى التباكي على اللاجئين السوريين من قبل بعض أمراء الحرب والمنافقين السياسيين في لبنان بعد أن رفضوا أن يعطوا الفلسطينيين أبسط حقوقهم الإنسانية كحق العمل والتعليم، فالفلسطينيون محرومون من كل حقوقهم الإنسانية في لبنان، ومن هذا المنطلق يضيف قشلق: نؤكد للشباب وكل الأهل في سورية أن سورية تعني لنا فلسطين، من هنا انطلقنا للوقوف مع سورية الوطن التي تمر اليوم بأخطر أزمة وتحتاج أكثر من أي وقت للوفاء والتلاقي بين أبناء الوطن عبر الحوار والمصالحة للعبور بسورية الغد بلا سلاح وبلا قتل.
يقول قشلق: منذ بداية الأزمة في سورية كان لنا موقف واضح، ومفاده أن الحيادية في هذه الأزمة "حقارة" عندما وجدنا أن وطننا يسلب كما سلبوا وطننا فلسطين، كان لابد من أن نأخذ موقفاً لأننا لسنا ضيوفاً، لنا علاقة مع كل مواطن وبيت سوري ومع الدولة السورية وكل الأطياف السياسية والمعارضة الوطنية وخاصة الشبابية التي تطالب بالكثير من المطالب المحقة ، وأضاف: نحن نحاول تعرية بعض الحقائق المزورة التي استوردت من الخارج، وهي غربية عن سورية، لذلك نعمل لحماية وتحصين المفاهيم الوطنية والقومية.
وشدد على أن الحركة ومن بداية الأزمة طالبت بالحوار، وعملت ما باستطاعتها لتقريب وجهات النظر من خلال ما تملك من علاقات. وقال: إن الحرية لا تستورد كالمعلبات، والحرية السلمية محكومة بالقانون، ولا أحد يستطيع رفضها. مضيفاً: عندما تكون هناك محاربة للفساد سنكون في المقدمة، وتحت راية العلم السوري فقط، مشيراً إلى محاولة جماعات المعارضة نسف الواقع الجغرافي والتاريخي وتغيير المفاهيم والرؤى.
وشدد رئيس "فلسطين حرة"على الحاجة إلى الثورة الحقيقية، وقال: نحن منذ بداية الأزمة السورية قلنا للمعارضة: أعطوا الرئيس بشار الأسد قيادة هذه "الثورة" ليستطيع محاربة الفساد، ونستطيع يداً بيد العبور نحو الإصلاح والتغيير، فلا أحد منا يستطيع أن يقف ضد الحرية والعدل والمساواة وضد الحق، ومن هنا يجب ألا أكون حيادياً وأسمي نفسي ضيفاً وأهرب.

حماس أخطأت..

وفي الموضوع الفلسطيني ومواقف بعض الفصائل من التطورات على الساحة السورية ومستقبل المصالحة الداخلية يرى قشلق أن القضية الفلسطينية فوق جميع الفصائل، مشيراً إلى وجود خلافات كبيرة في وجهات النظر، لكن علم الثورة لم يتغير ولم يرفع أي علم آخر في أي حراك أو انتفاضة وقال: علم فلسطين مقدس بالنسبة لنا، والوطن هو الأولوية، والثابت الحقيقي..
وحول موقف حماس من الأزمة السورية يرى قشلق أن الحركة خدعت وكانت لها قراءة خاطئة للأزمة السورية، وقال: أطالبها بكل محبة بمراجعة مواقفها وحساباتها.. نحن وقفنا مع حماس لأنها مقاومة وتريد أن تحقق أحلام الشعب الفلسطيني بتحرير الأرض، ونحن لا نقف اليوم مع حماس الصفقات والتسويات، يجب أن تعود مكامن قوة الشعب في المقاومة والوحدة لأنه من خلال ذلك يستطيع الفلسطينيون أن يعودوا إلى أرضهم ولا ينتظروا الدوحة أو القاهرة كي تستقبلهم، وهنا نستذكر ما قاله السيد الرئيس بشار الأسد لوزير خارجية أمريكا كولن باول عندما طالب بطرد القادة الفلسطينيين من دمشق فكان الجواب: إن هؤلاء لاجئون، ولهم الحق في أرضهم، والطبيعي أن يعودوا إلى أرضهم. وقال قشلق: نحن أمام ربيع فلسطيني وحراك شبابي عام بعيد عن انقسامات الفصائل، الكل لديهم إحساس أنهم أمام فتح فلسطيني جديد يرقى إلى مستوى صمود وتضحيات الشعب الفلسطيني، وثمة بوادر انتفاضة فلسطينية قريبة جداً جداً، وسوف نقف معها ونقدم كل ما أوتينا من أسباب الدعم والقوة. سوف يكون هناك ربيع فلسطيني، فلا ربيع ولا ثورات من دون فلسطين لأن إسرائيل أم الظلم والاستبداد ومصنع الإرهاب.
من هنا فإن المطلوب على الصعيد الفلسطيني أن تقرأ الفصائل الواقع جيداً وتعيد حساباتها.
وتابع: نحن أمام معركة خرائط قادمة إلى المنطقة فيها البقاء للأقوى، المقاومة الفلسطينية اليوم بحاجة إلى مؤتمر مصارحة ومكاشفة نبين فيه الحقائق.. أين أخطأنا وأين أصبنا... ونحن كحركة لا نلوم الرئيس محمود عباس، كان واضحاً منذ البداية، قال: هذا خياري، بل نلوم حركات المقاومة التي قالت يوماً عن الرئيس عباس: إنه عميل، ونسيت ذلك اليوم.
باختصار قسمت المصالحة الشعب الفلسطيني، صحيح أن مشعل تصالح مع عباس في الدوحة، لكن الفلسطينيين انقسموا إلى شعب حماس وشعب فتح، وانقسمت حماس، لقد تصالحوا حول الكثير من النقاط إلا موضوع المقاومة، وطالبوا باستفتاء شعبي على المصالحة، فالمصالحة يجب أن تكون على ثابت وطني "الشعب يريد فلسطين".
ويخلص قشلق إلى اعتبار المصالحة فاشلة لأنها ذهبت إلى عواصم مثل الدوحة والقاهرة أو مكة ولم تذهب إلى مواطن الوجود والقوة.
قشلق شدد على أن أحداً لا يستطيع إلغاء أي فصيل فلسطيني على الساحة، هذا خيار الشعب الفلسطيني، هو الذي يحدد البوصلة. وشدد على أن حركة فلسطين حرة ليست بديلاً عن أحد.
ويؤكد قشلق تأييد "الثورة" في مصر لأنها كانت ثورة ضد الغاز الذي يباع مجاناً لإسرائيل، ولأن هناك حوالى 14 مليون مصري ينامون في المقابر، لقد كنا أمام حالة إنسانية.
ويضيف: أيدنا "الثورة" في مصر على اعتبار أن تغييراً سيحصل. وقال: لقد طالب ثوار ميدان التحرير بإسقاط النظام لأنهم محقون، فهذا النظام الذي حكم مصر ثلاثين عاماً أصبحت في عهده بالترتيب العالمي 64 من ناحية حقوق الإنسان ومستويات المعيشة عالمياً، بالإضافة إلى تصحر سياسي وفكري حدث في مصر، وخروجها من المنظومة العربية، ولم تعد تلعب أدواراً عروبية، كل هذه العوامل جعلت ثوار ميدان التحرير يطلقون ثوراتهم، ولكن إذا نظرنا إلى المشهد المصري اليوم أين ثوار التحرير..؟ جزء منهم أصبح في السجون وآخرون عادوا إلى بيوتهم أو من حيث أتوا.
نحن نتعاطف مع الشعب المصري، ونعرف أن من يحكمه يتاجر بهم، وهذا الأمر ينطبق على مجلس التعاون الخليجي، يتاجرون بأموال الأمة ونفطها، إذ لا توجد ثورة من أجل الثورة بل من أجل بناء الأوطان والدول والإنسان.

مشاريع إعلامية طموحة

وحول المشاريع الإعلامية لمواجهة ما تتعرض له سورية القضايا القومية يرى رئيس حركة فلسطين حرة أن سورية تتعرض لحرب إعلامية من بعض القنوات كالجزيرة والعربية و"بي بي سي" التي جندتها دول غربية لزعزعة أمن سورية واستقرارها، وتنفيذ أجنداتها الخاصة في المنطقة، من خلال تزوير الحقائق ونشر الأكاذيب لإثارة الفتن، ومن هذا المنطلق وجدنا كمجموعة رجال أعمال فلسطينيين وعرب أن من الطبيعي في ظل النفاق والكذب الإعلامي أن تكون لنا رسالة على الأرض، وقمنا بالكثير في المخيمات من خلال الجمعيات الأهلية والصحية التي تعنى بحقوق الشعب الفلسطيني، ولنا الفخر أننا بعد مدة قصيرة سنقوم بتخريج 52 طالباً درسوا على نفقة صندوق الطالب من "حركة فلسطين حرة"، ونحن نعتبر أننا نخرج 52 مقاوماً بين طبيب ومهندس ومن كل الاختصاصات، وسوف نربط حفل التخرج بانطلاق المحطة الفضائية، وكما نحب الأرض نحب أن تكون رسالتنا إلى الفضاء صادقة على قدر أحلامنا...

 حوار: شوكت أبو فخر

ليست هناك تعليقات: