18‏/6‏/2011

من ياسر العملاق الى ياسر قشلق


ياسر قشلق
(علي العلي)    
لا معرفة مسبقة بشخص ياسر قشلق، ولكن هناك علاقة روحية تربطني به، علاقة الانتماء الى فلسطين وآصالة قضيتها. نحن لاجئان نقيم في كل من لبنان وسوريا، وربما لكل منا اتجاهاته السياسية وحق الاختلاف، وهذا حق  مشروع، ولكن لنا رؤية مشتركة هي اننا نذرنا انفسنا للقضية الفلسطينية التي هجر اجدادنا منها  .
ياسر قشلق، هذا العاشق لفلسطين، والتواق للعودة اليها، تناوله احمد جبريل بتهمة ترتيب مسيرة 5 حزيران الى الجولان المحتل، وكأن في ذلك تهمة جنائية وليس شرف يحب كل منا ان يفتخر به  .
 
ان ما حصل في 15 ايار او 5 حزيران من محطات وطنية اذهلت كل المراقبين، ليست محل ادانة، ربما وانا من الذين كان لهم ملاحظات عدة، ارسلت بها رسائل الى اصحاب الشأن، ولكن لا بد من تقييمها بشكل موضوعي ومنطقي بعيدا عن اي مزايدة او افراط في التهليل  .
 
فهي ارسلت رسائل سياسية عدة. وفي اتجاهات مختلفة  :
 
 اولا ان الشعب الفلسطيني متمسك بحق العودة ولا بديل على ذلك.
 

ثانيا ان الشعب الفلسطيني الذي خرج بعشرات الاف ولو قدر له لخرج بالمئات، ليقول هذا الشعب لا يمكن ان يفكر مطلقا بالتوطين، ومهما احب البلدان التي تشكل مسقط رأسه، لكن تبقى فلسطين لديه هي البوصلة والاغلى والهدف المنشود.

 
ثالثا قال للعالم الذي يحاول ان لا يعترف بحقنا بالوجود ان هذه الجموع ليست اشباحا، بل هي كتل بشرية تقف على تخوم ارض الاجداد لتنسف مقولة ارض بلا شعب لشعب بلا ارض.
 

رابعا والاهم هي رسالة للقيادة الفلسطينية، التي اعتقدت ان جذوة النضال في قلوب الجيل الجديد ليست موجودة، وانه جيل عصر التكنولوجيا والانترنت وغيرها، بأن هذه الشبيبة لديها مخزون من الانتماء والحب لفلسطين، ولديها من الاندفاع والحماس ما يذكرنا بشبيبة ال65 التي ترأسها الشهيد ياسر عرفات ورفاقه الذين فجروا الثورة، وها هي ثورة حق العودة تتفجر من جديد.
 
اذا ما على القيادة ، اذا كانت ما زالت حية ولم تشخ او تهرم ان تعيد حساباتها تجاه هذا الجيل، ومن قال ان العمل النضالي ممكن ان يكتمل دون تضحيات، ودون ان تكون لانبل ظاهرة وهي الشهادة مكان في هكذا عمل، ودفع ضريبة الدم. وهل لم نقرأ جيدا في صفحات الانتفاضة عندما كان الشهيد ياسر عرفات يدفع بالشبيبة للمواجهة، وكان يدرك ان هناك دماء ستسيل، ولكن درب الحرية والاستقلال ليس دونه دماء.
 
اسألهم جميعا من اجتمعوا في مؤتمر دمشق، ليهاجموا منظمة التحرير والسلطة، ويكيلوا لهم الاتهامات بانهم من يقفون خلف تحريض الناس، ثم يضيفون الى القائمة ياسر قشلق، اقول لهم هذا شرف لهم جميعا، آليس دفع الشباب للتضحية من اجل فلسطين وحق العودة، افضل من ذبحهم في مخيم اليرموك، وهل ماهر الطاهر اغلى من الشعب،( ملاحظة للطاهر، من يرفضه شعبه عليه ان يستقيل) لتدفع يا جبريل قوات لحمايته من شعب وصفته بالشبيحة والبلطجي، وهؤلاء كانوا يمثلون اهل الشهداء الذي رقصوا في عرسهم على تخوم فلسطين وبعضهم من اخترق ووصل الى يافا.
 
اخي ياسر، لا تدع هذه الفئة التي تعتقد انها من النخبة الفلسطينية ان تنال من عزيمتك، فكل شعبنا يعرفهم حق المعرفة، وكلهم منشقون ومتمردون على قياداتهم الشرعية بحثا عن مناصب، ولو كان ذلك على حساب دماء ابناء الشعب وتاريخم مدون في سجلات العار من شمال لبنان الى حرب المخيمات واخيرا الى مخيم اليرموك.
 
كل ما ارجوه ان تمر سوريا من المؤامرة التي تعصف بها الان، وتهدد استقرارها، ساعتئذ سوف نتفتح دفاتر كل هؤلاء، اليوم لان سوريا في خطر، والمصالحة الوطنية مطلوب ان تنجح، لا نريد ان يتهمنا احد بأننا ضد استقرار سوريا او انجاز المصالحة. سنعض على الجرح ولكن التاريخ يمهل ولا يهمل، سر ايها العزيز مرفوع الرأس ممشوق القامة، فرمزنا ياسر عرفات خونوه وكفروه، ثم بكوا على اطلاله، وترحموا على زمنه.




ليست هناك تعليقات: