7‏/3‏/2011

حملات على "فيسبوك": "فلسطين حرة" على الشيكل

"فلسطين حرة"
(امجد سمحان)
رام الله : 
أطلقت مجموعات شبابية فلسطينية على موقع «فيسبوك» حملة جديدة لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي، من خلال الكتابة على عملات ورقية يستخدمها الفلسطينيون، وأكثرها «الشيكل الإسرائيلي»، عبارة «free Palestine أو فلسطين حرة»، في خطوة قد يكون لها تداعياتها السلبية على الإسرائيليين على المدى البعيد.
ووفق مواقع مختلفة على «فيسبوك»، تبنت الحملة، فإن أكثر من 1200 فلسطيني أيدوا الفكرة، وقاموا بالكتابة على عملة الشيكل، فيما جاء في أحد المواقع أن هناك حملات سيجري القيام بها، تشمل زيارات ميدانية لمؤسسات فلسطينية لتعريف الناس بالفكرة وتطبيقها. 


وبدأت الحملة بالكتابة على عملة الشيكل الإسرائيلي التي يستخدمها الفلسطينيون، ثم امتدت إلى عملات أخرى متداولة في الضفة الغربية وقطاع غزة مثل اليورو والدولار والدينار. 
وقال الشاب صلاح البرغوثي، أحد المبادرين إلى الحملة ويعمل في قسم الرصد الإعلامي في مركز الإعلام الحكومي الفلسطيني، لـ«السفير» إن «هذا أقل شيء يمكن أن نقدمه لفلسطين حالياً في ظل الثورات العربية التي تحيط بنا. نحن نريد نقل الرسالة من هنا إلى إسرائيل والعالم. يجب أن تكون فلسطين حرة». وأضاف «كما أننا نريد أن نوجه رسالة رمزية أخرى بأن يتم وقف التعامل مع العملة الإسرائيلية، ونريد أن يكون لنا عملة فلسطينية، مهما كانت ضعيفة».
وتابع البرغوثي «من منطلق إيماننا العميق بالمقاومة الشعبية السلمية كطريق ووسيلة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، فإننا نريد، من خلال هذه الحملة، تسليط الضوء على وسيلة مهمة لمناهضة سياسات الاحتلال الإسرائيلي، وذلك من خلال كتابة فلسطين حرة و Free Palestine باللغتين العربية والانكليزية على عملة الشيكل الورقية».
من جهتها، قالت الشابة سماح نصار، على موقع «يالله ننهي الاحتلال» على موقع «فيسبوك» إن أولى مراحل فعالية كتابة free Palestine على العملة الورقية ستنفذ اليوم الاثنين اعتباراً من الساعة العاشرة صباحاً، و«تقوم خلالها فرق من الشباب الفلسطيني المنتمي لفلسطين أولاً وأخيراً، والمؤمن بقدرتنا كشعب على إنهاء الاحتلال بجولة على المؤسسات الرسمية للتعريف بأهداف الفعالية، والبدء بتطبيقها عملياً كي تنتشر الفكرة... ويصل صوت شعبنا إلى قلب إسرائيل بطريقتنا الخاصة... إن شعباً أراد الحرية لا بد أن ينالها».
وشهدت الصفحات التي تبنت الكتابة على العملة الورقية مبادرات مختلفة حيث قام شبان بكتابة عبارة «free Palestine « على مجموعة من الدولارات، فيما عمل آخرون الشيء ذاته على عملات اليورو. ولوحظ تسارع كبير في عدد المؤيدين للحملة. وتوقع القائمون عليها أن يصل إلى آلاف خلال الأيام المقبلة. وحسب البرغوثي «خلال فترة وجيزة صار لدينا وحدنا نحو 800 مؤيد، ونتوقع تضاعف الرقم في الأيام المقبلة».
وتباينت آراء الجمهور الفلسطيني حول الفكرة التي أيدتها قيادات فلسطينية، بينها رئيس وزراء السلطة سلام فياض، حيث طالب بعض المؤيدين بتعميم هذه التجربة لتشمل بلداناً عربية وأجنبية، فيما عبر آخرون عن مخاوفهم من رفض إسرائيل استقبال عملة الشيكل الأكثر تداولاً في مناطق السلطة الفلسطينية ويكتب عليها عبارة «فلسطين حرة» ما قد يؤثر سلباً على الاقتصاد والمواطنين الفلسطينيين.
وقال المحلل الاقتصادي طارق الحاج لـ«السفير» إن مبادرة الكتابة على الشيكل تحديداً فكرة خلاقة من شأنها أن تقلب معادلات في الأرض الفلسطينية، لو أصبحت ظاهرة يطبقها الجميع. وأضاف «في حال، على سبيل المثال، أصبحت هذه ظاهرة عامة فإنها تمسّ بسيادة البنك المركزي الإسرائيلي، وتدفعه إلى إتلاف عملات الشيكل أو رفض صرفها، وفي الحالتين سيؤثر هذا الأمر على الكتلة النقدية للشيكل، وبالتالي سيؤثر على سعره نظراً لانحسار تداوله، ما يعني تأثر الاقتصاد الإسرائيلي برمّته». 

وبيّن الحاج أنه «في حال بقيت الظاهرة محصورة بيد فئة بسيطة فإن تأثيرها سيكون محدوداً، لكنها في كل الأحوال تحمل رسالة شعب يريد التحرر من الاحتلال»، مشيراً إلى أن الكتابة على العملات «رسالة تحرج إسرائيل، وتقود نحو توسيع الضغط الدولي والمحلي لإنهاء الاحتلال». 
(جريدة السفير)

ليست هناك تعليقات: