26‏/8‏/2009

أنا حزين (7).. أهلاً رمضان...


(ياسر قشلق)
لكلِّ دولةٍ طقوسها في شهر الله.. شهر رمضان، طقوسٌ مارستها أجيالها لمئات السنين ولا تزال.. إلّا فلسطين!! فقد طولبت بالتخلي عن طقوسها جملةً وإلى الأبد، فصعّرت خدها وانصاعت لما أمرت.. ليس ذلك لأن تكرار الطقوس لا يليق بها، معاذ الله، فهي تلوك أحزانها منذ ستين عاماً والجميع راضٍ بل وسعيد.. وليس لأن «موضةً» جديدةً أغوت أهلها فاستبدلوا طقوس أجدادهم بها، بالتأكيد لا؛ فلا قانون يسمح لشعبٍ كهذا باستيراد المحرمات.. ببساطة.. لا طقوس رمضانية في فلسطين لأنها بلادٌ «فاشلة».. لا تجيد ممارسة السعادة!! كما أن طريقة صومنا وصمتنا وهزائمنا ونكساتنا طقوسٌ لا تعنيها.. ثمَّ؛ والحق يقال لماذا تمارس هذا الملل كل عام؟! أين المتعة في ذلك؟! وأيهما أكثر «ألفة» أن تلتئم عوائلهم بفتور حول مائدة عامرة بانتظار مدفع الإفطار الوهمي؟ أم أن يجتمعوا على مائدةٍ خاوية مستمعين لذكريات مصابٍ بمدفعٍ حقيقي؟! أن يقوموا لسحورهم على صوت طبلة أم صوت رشّاش؟
أين اللذة إن تابعوا «مسلسلاً مصريّاً».. وهم الأبطال في مسلسل «إحياء عملية السلام» المرعب الذي يخرجه الصهاينة بالنيابة عن منتجيه الأسخياء دول «الاعتلال العربي»؟.. أيهما أكثر «تشويقاً» يا ترى أن ينتظر أهلها رمضان لتبادل زياراتٍ سخيفة مع بعضهم كما نفعل نحن المترفون؟ أم أن ينتظروا رمضان حتى يفرج عن أبنائهم من سجون فتح وحماس؟!! أقول: شكراً رمضان!! فقد أصبحت مناسبةً لعطف أبناء الموت الواحد على بعضهم البعض! شكراً فتح وشكراً حماس فطيبتكم لا مثيل لها! شكراً أمة الإسلام فصومكم عن كلام الحق مذهل!! وطوبى لنا في رمضاننا الجديد.. فقد أصبح موسماً نرى فيه أبطالاً دونكيشوتيون يخوضون معارك لا وجود لها على الشاشة.. ونسينا معاركنا الحقيقية في بدر وعين جالوت وتشرين.. وأقول أخيراً لأهلي ولشعبي الفلسطيني: صوموا لتصِح فلسطين.. صوموا لتتقربوا من أرضها زلفة.. وكل رمضان وأنتم شعبٌ مدهش.. آسف «شعبٌ مندهش» من سخافتنا!.

ليست هناك تعليقات: